محاولة لإصلاح ذراع حبيبتي

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 17
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

طارق هاشم

في الشتاء الماضي

أخذت حبيبتي إلى الطبيب

كي أصلح ذراعها الأيسر

كان قد تيبس بفعل برودة غادرة

حين اقتربتُ من الممرض

همستُ له:

لا تكن عنيفا

وأنت تكشف الجرح

فحبيبتي أخف من الهواء

حين سألني من ماذا تشكو

قلت له من الحب المفرط

هي أرادت أن ترفعني عن الأرض

فداهمتها رطوبة قاسية

لذا أريدك أن تصلح ذلك الذراع

الذي لم يعد لدى حبيبتي غيره

بعد أن فقدت ذراعها الأول ذات حرب خاسرة

فوجئ الطبيب بإصراري على كلمة “تصلحه”

وقال بينه وبين نفسه كلمة لم أفهمها

ربما شتمني

أو تحرك حركة خفيفة من باب السخرية

وتمتم قائلا: تعني أعالجه

فقلت له كما تشاء

لم أُرِد أن أُطلعه على مايدور بذهني

لم أشأ أن أضيع الوقت في إقحامه في عالمي

بأن أشرح له

أننا دمى متحركة

تتعطل كأي سيارة أو ماكينة

خفت إن حدثته هكذا

أن يتهمني بالمروق

مع أن الحقيقة هكذا

حين مات ابي

قالت لي أمي بعامية بسيطة

“لقد باظ أبوك”

أي تعطلت أجهزته كافة

من يومها وأنا أنظر إلى الأمر

على أننا مجرد عرائس

سيأتي لها يوم وتفسد

مقالات من نفس القسم