محاولات لاحتواء الكورونا

marzouq
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مرزوق الحلبي
أقول لنفسي
لو داهمتك الكورونا الآن؟
لسكبتُ قارورة الحبر على وجهها القبيح
وعلى الطاولة والأوراق
والكتب والمراجع
وكلّ ما تعلّمته
وغمست أصابعي بما تبقّى
وكتبت قصيدة هجاء في الذين رمونا بها
وانسلّوا

أناوبُ في بابِ البيت
في يدي عصا غليظة
وسائل كحولي
وفوق رأسي عشرة مصابيح
لا أحد يمرّ
ولا شذى النرجسُ من الحديقةِ

أمّي أغلقت باب البيت
بتوصية من أخي البِكر
لكنها أبقت باب قلبها مفتوحًا

كلّ ما يهمّني الآن
ألّا يقتربُ الوباء من بيت أمّي
باقي الأمور
تفاصيل

أغلقوا الأبوابَ والمداخلَ
وشبابيك سياراتكم
وأبواب الريح
ووسّعوا باب العقلِ

إذا ما تمدّدت الكورونا
انحسرت اللغةُ
وانطوى الشعرُ على نفسِه

قبل الكورونا،
كانت لغتنا منكوبة بأفعال القلوبِ
وبعدها،
“الله يُستر!”

الحذرَ
أكثر القصائد المنتشرة في الشبكاتِ
لم يتمّ تطهيرها
بعضها أخطر
من كلّ وباء

ها أنا أكتبُ أكثر
وأقرأ أقلّ
فالوقتُ قضمته الكورونا

لو أن أبي هنا الآن
لرمى إلى سلّة المُهملات كل الأوامرِ
وصور الملائكة من الشاشات
وواصلَ حياته كالمعتاد
كتابة في الصباح
وضيوف وأحاديث في المساء
كنتُ سأُعجب به أكثر وأسير في إثره
لكني أخاف أن أفعل وأنا وحيدٌ

قُلت لي
التزم بالتعليمات الصحية
وأحتفظ لنفسك بحرية التأويل

إذا لم يحبونا في ملاعب الكر
ولا على مقاعد الدراسة
ولا في السياسة
لن يحبونا ونحن نعالجهم من الكورونا
سيعتبرونها
واجبَ العبدِ تجاه سيّده
كُرّ يا عنترةَ العبسيّ
فأنت حرّ
وبشرتك سوداء!

لا أحد يُمسك بالمفتاح
لا أحد يملك ذرّة علمٍ
من أقزمهم إلى أطولهم
ينتظرون الربحَ من المِحنة
متواطئون!

(آذار 2020)

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم