خطوتي الٱخرى مقطوعة من عزف طويل

رضا أحمد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

رضا أحمد

لدي فكرة مثالية عن الحياة؛
كرة روث
أدفعها كل صباح كخنفساء دءوب
مكان رأسي.

تسألني هل أحببت من قبل
تريد أن نمضي قدما في علاقة
أم أن تصطحب المتبقي مني
إلى غرفة منسية في قلبك؟
النساء تذكرن بأسى
كيف يمكن لأجسادهن أن تكون صلدة
دون لمسات غريبة تشكلها بأي هيئة تريد؛
في أول حب لي
صرت غرابا
ومن يومها وأنا أكتسب حواسا
لا تعني إلا رغبتي في مشاهدة حبيبي
يدفن قلبي على وضع حسن.

تمنى لو أكاتبه
فاحضر سكينا ووضعه على عنقي،
أردت أن يكاتبني
أمسكت أحزاني وصلبتها على باب بيته؛
آلمني أن الساكن الجديد في قلبي
أعاد ترميم كل شيء
ولم يجد ما يبكيني أو يخيفه
ويجعله يهرب.

إننا أبوان غير مناسبين
قبل وجود الجنازات والأعراس
فلا داعي لتذيل الدعوات
بعدم اصطحاب أخطائنا.

القبلة الوحيدة التي نمت على شفتي
اقتلعتها الريح من جذورها
أعرف الآن طعم السكر الحقيقي؛
حين تذوقته
رأيت سربا من الذباب
يندفع من فمي،
وجدتك تسألني عن أفضل أيام حياتي
ولم أجد غير قمامة في ذاكرتي.

بوسعك النجاة من المرض بي
ومن العيش دوني أيضا؛
صدقني المقابر ليست مكانا جيدا للبدء في حياة أخرى.

عن ماذا ستعوضنا الجنة
لم تمكنك الوردة من أشواكها
لم تضحكني تقرحات أنفاس صاحبي وهو ينفخ في الناي؟
ماذا رأيت من البحر إلا فكرة الغرق أو الهجرة؟
تعال أخبرك عن مآثر الوحدة
والعودة حفاة بقلوب صدئة إلى بقايانا
ولا يرشدنا في هذا الضباب والغبش
إلا أننا مازلنا نمسك جيدا بالحبل السري لأمهاتنا.

تجاهل رائحة الخوف التي تصون قلبك
كلما رأيت امرأة
تستحق أن أحترق من أجلها؛
أعرف جيدا أنك حريص عليّ
تدخر في منديلك دموعي لغبية جافة تشبهك.

وددت لو صرت كتابا لا يدخله إلا المصابون بألزهايمر
يشربون فيه ويأكلون
ينامون بين السطور حيث لا يبغضهم أحد
ولا يجبرهم على التبول في وضع القرفصاء؛
يقامرون بقلوب فارغة
ولا يربحون إلا مزيدا من الحزن والنسيان.

المواساة ليست فضيلة جيدة
لا مجال لاستبدال الأعضاء التالفة
وتعويض الأيام التي أفسدتها خريطة القدر؛
هنا رقعة دكناء
فوق قلبي
وضعتها امرأة حسبتني أتسول،
خمن لمن هي؟
كانت قشة اتفق عصفوران على استكمال عشهما بها يوما.

في غيابي
رأسك لا يعني أنك وجدت ما تستطيع التفكير به،
قلبك لن يفنى من أجل أي من كان،
المرآة لا تدين لك بصورة شابة نسيتها في ذاكرتي،
مهلا
الباب الذي أغلقته خلفي
لم يكن أمينا معك
أخشابه نفسها كانت صدري وساقي،
عيناك لا تغنياك عن إنتاج كتائب من الأطياف
تبقي حواسك مرهونة
بحضوري كجثة أمامك.

في غيابك
ليس كل ما استطعت قوله في الوداع
يعني أنك نادم
وتريدني أن أسلبك حياتك من جديد
أو أنني امتلكت الوصفة السحرية لنسيانك.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني