مثل ترنيمة.. رواية هندية تليق بروح دستويفسكي في “روايات الهلال”

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

صدرت في سلسلة "روايات الهلال" رواية "مثل ترنيمة.. قناع هنديّ لحياة دستويفسكي" للكاتب الهندي بيرومبادافام سري دهاران وترجمة الشاعر المصري محمد عيد إبراهيم.

    والرواية نموذج للعمل الفني المحكم والممتع، حين يتناول فترة قاسية من حياة كاتب معروف، وربما لم تخل مسيرة دستويفسكي من أزمات، حيث كان مدينا على الدوام، نتيجة إدمانه المقامرة، وقد اعتاد أن يقترض مالا بشكل منتظم من ستيلوفسكي، وهو محتال يعي أن ثروة دستويفسكي الحقيقية في موهبته، فأرغمه على توقيع عقد ينص على أن دستويفسكي لو أخفق في تسليمه مخطوط رواية تتألف من 160 صفحة قبل 1 نوفمبر 1866، فستؤول حقوق ما يكتبه بصورة آلية إلى ستيلوفسكي خلال السنوات التسع التالية.

صدرت في سلسلة “روايات الهلال” رواية “مثل ترنيمة.. قناع هنديّ لحياة دستويفسكي” للكاتب الهندي بيرومبادافام سري دهاران وترجمة الشاعر المصري محمد عيد إبراهيم.

    والرواية نموذج للعمل الفني المحكم والممتع، حين يتناول فترة قاسية من حياة كاتب معروف، وربما لم تخل مسيرة دستويفسكي من أزمات، حيث كان مدينا على الدوام، نتيجة إدمانه المقامرة، وقد اعتاد أن يقترض مالا بشكل منتظم من ستيلوفسكي، وهو محتال يعي أن ثروة دستويفسكي الحقيقية في موهبته، فأرغمه على توقيع عقد ينص على أن دستويفسكي لو أخفق في تسليمه مخطوط رواية تتألف من 160 صفحة قبل 1 نوفمبر 1866، فستؤول حقوق ما يكتبه بصورة آلية إلى ستيلوفسكي خلال السنوات التسع التالية.

لم يتبق لدى دستويفسكي إلا شهر، وفي غمرة يأسه تتقدم إليه “آنا” وهي فتاة محبة لأدبه مثل أبيها، لتساعده في العمل ككاتبة اختزال لروايته “المقامر”. كانت “آنا” هي القدَر ممثلا في شخص. تدرك عظمة الكاتب، وتراقب عذابات روحه، وتمتص نوبات غضبه وما أكثرها، ولكنها تغامر وتصر على مواصلة العمل معه لإيمانها بأن “هذه الروح الطاهرة لدستويفسكي” لا تستحق هذا المصير الذي يتوعده به المحتال ستيلوفسكي.

    في الرواية التي كتبت وترجمت “مثل ترنيمة” أو قصيدة فيها الشجن والعذوبة والأسى يبدو دستويفسكي روحا معذبة ذات كبرياء، يؤمن بأن البشر “موتى على صليب روح إنسان. هكذا أنا. فلا تظني أرجوكِ أني أحاول أن أكون مسيحا. فليس عندي جسارة فعل هذا”. وتحتمل آنا تقلباته وتتمكن من حفزه دستويفسكي على تجاوز العاصفة، فيكمل الرواية في الميعاد. لكن ستيلوفسكي يكون ساعتها قد اختفى، في اليوم الأخير من العقد! فتلجأ آنا ، في الساعة الأخيرة قبل انتهاء الموعد، إلى الشرطة وتوثق الرواية التي انتهت في الموعد. كانت تتصرف نيابة عن الكاتب قليل الحيلة، وقالت للشرطي إنها زوجة دستويفسكي.

    ويقول الشاعر محمد عيد إبراهيم إن هذه الرواية ـ التي نشرت عام 1993 ـ صدرت منها اثنتان وثلاثون طبعة حتى اليوم، وبيع منها ما يزيد على 112.000 ألف نسخة حتى بداية عام 2007. وتُعدّ بهذا أعلى الروايات توزيعاً على مدار الهند كلّها. وقد حصدت الجائزة الأسمى، فيلار، كما نالت مديح كثير من النقاد والدارسين والشخصيات الأدبية البارزة داخل الهند وخارجها.

    أما المؤلف بيرومبادافام سري دهاران الذي ولد عام 1938. فهو روائي هندي مرموق، وقد نال جائزة أكاديمية ساهيتا كيرلا (وهو اليوم رئيس لهذه الأكاديمية)، وجائزة النقاد وجائزة فيلم “فير” السينمائية، علاوة على جوائز أخرى. وقد صدرت له خمس وعشرون رواية، منها: “أشتبادي”، كما كتب سيناريوهات لأفلام ناجحة فنياً.

    كما أنه مدير أول جمعية تعاونية للكتّاب على مستوى العالم في اهيتا برافارتاكا، كما أنه عضو هيئة محلّفين في الولاية، لاختيار جوائز على المستويَين المحليّ والعالميّ، للأعمال الأدبية والسينمائية. قام بتأليف ما يزيد على ثلاثين كتاباً، في الرواية والقصة القصيرة والسيناريو. ويعتبر كثير من نقاد الأدب هذه الرواية “مثل ترنيمة” دُرّته الفنية.

    وبعد نشر هذه الرواية “مثل ترنيمة” بعامَين وأكثر، قام الروائيّ ج. م. كوتزي، الحائز على جائزة نوبل عام 2003، بنشر روايته “سيد بطرسبرج”، مصوّراً فيها، حياة دستويفسكي، لكن تعامل هذه الرواية الهندية مع شخصية دستويفسكي المتوتّرة أفضل فنياً.

    وترجم محمد عيد إبراهيم روايات منها (جاز) لتوني موريسون، و(فالس الوداع) لميلاد كونديرا، و(فنانة الجسد) لدون ديليلو

مقالات من نفس القسم