ماذا لو ماتت قطتي؟

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

ماذا لو ماتت قطتي

الآن

فجأة

في الثانية صباحا

شاهدت من قبل قطة ميتة في شارع

كانت جثتها منتفخة

تجاوزت الرائحة النتنة بسرعة

ولم أفكر أين تذهب جثث القطط!

أتأملها الآن نائمة

وصوتٌ داخليّ يخبرني

القطة بعد الموت قطة أيضا

وليست جثة قطة.

أنا عائلتها

هي حتى لا تحب القطط الأخرى

لو ماتت الآن في سريري

سأتركها تموت مرتاحة وتنفجر

تخرج ديدانها الصغيرة وتتسلل عبر فتحتيْ منخاري

وتسد رئتيّ

سأتوقف عن التنفس فقط

لن أموت.

 

ربما من الأفضل

أن أدفنها حتى وإن لم تكن جثة

حتى وإن كانت مجرد قطة ميتة

قطة مسكينة ميتة لا تعرف شيئا عن الموت

أنا لا أعرف أين هي مقبرة عائلتي

وإلا كنت سأتركها هناك

أعرف فقط الطريق إلى قبر صديقتي التي ماتت

في عز شبابها

 

إذا ماتت في الواحدة ظهرا

سأحملها بين ذراعيّ

وأخرج إلى الشارع

سأكون منهارة تماما

مع هذا

لا أحد سيتوقف لحظة

ويحترم مرور جنازة

ربما تبكي امرأة طيبة

دمعة، دمعتان، لا أكثر

تبكي من أجلي لا من أجل قطة

تبكي من أجلها، لأنها تذكرت ابنها الميت.

سأتركها هنا

في وسط الشارع

وتمر سيارة وتدهسها

مع انضغاط جسدها تحت إطارات السيارة

تخرج روحها مرتاحة أكثر

سأبقى معها

أمدد جسدي في وسط الشارع

تمر سيارة،

وتدهسنا،

سعيدتين

كأننا في كابوس،

وانتهى.

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم