ماذا قررت يا مالك؟

ماذا قررت يا مالك؟
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

قد يمر الزمن ونكبر ولا نستطيع اتخاذ القرارات الصائبة، فكل قرار يستوجب لحظات من التفكير الجيد قبل اتخاذه. أن ندرب أطفالنا على اختيار قراراتهم ولا نفرضها عليهم أو نقوم بتمليتها عليهم، فإننا بذلك ننشئ أطفالا ذوي شخصية تميل إلى البحث والتفكير، يستطيعون التمييز بين الخيارات المطروحة أمامهم وبالتالي يكونوا قادرين على تحمل نتائج اختياراتهم. فالحلول المطروحة مسبقا من قبل الوالدين سهلة وسريعة النسيان ايضا. و"مالك" اليوم أمام اخيارين، فماذا سوف يفعل؟ وما القرار الذي يجب عليه اتخاذه.

“ماذا قررت يا مالك” كتاب من تأليف “سناء شباني” ومن رسوم ” ندين صيدانى ” صادر عن دار المعارف 2011. يعرض موقفاَ واحداً ويجعل أمامنا اختيارين. ويأتى قرار مالك في يوم عيد ميلاده، اذ يحضر كيس الألعاب لمحاولة جذب أخيه ” فريد” ويطلب منه أن لا يترك غرفته .. فلماذا يريد مالك ان يخفي اخوه فريد عن اصدقائه؟

تبدأ الاستعدادت لعيد الميلاد ويزداد توتر مالك فالوقت يمر والأصدقاء على وشك القدوم، ثم يكشف لنا النص من خلال مكالمة هاتفية بين مالك والأم عن خجله من ان يرى اصدقاؤه اخاه الفريد فهو مختلف ،بسيط ،مرح، صادق مصاب بإعاقة. وهنا تبدأ حيرة مالك فيكون أمام خيارين نشاركه فيهما، فنتخيل معه كيف ستجرى الأحداث في كلا الموقفين. فإما أن يتقبل وجود أخيه في عيد ميلاده أو لا يتقب وجوده. لذا تشارك صفحات الكتاب كلا الموقفين، فتنقسم الى جزئين لنتبع في كل  جزء منهما على حدة باقي احداث القصة، فينفرد الجزء العلوى منها بأن يتقبل مالك وجود فريد اما الآخر فيظهر عدم التقبل .

يؤكد النص على انها اعاقة ذهنية وليست تخلفاَ عقليا، فيعمد إلى كلمات سلسة، فهو لا يبدو “كالمهرج” بل هو “مرح” ولكن اغلب ما يميز النص هو أنه لم يظهر فريد المغلوب على امره أو من يحتاج إلى مساعده بل كانت المشكلة بالأساس تنصب في تقبل مالك لاخيه .ويميل النص إلى وصف المشاهد ورسمها بالكلمات، فالشموع التسع على قالب الحلوى” تنتظر منه ان يشعل فيها الحياة”.

تعتمد الرسوم على تقنية الكولاج لأوراق تم معالجتها لتبدو لنا تأثيرات الأدوات الملونة بسطح الأوراق ، لكنها لم تعتمد عليها لإضافة تفاصيل للمشاهد بل لتضيف كل التعبيرات على شخصياتها، فالوجوه المعبرة هى ما يميز الكتاب فتظهر العيون المتسعة المتحيرة والوجه المفكر والغاضب لمالك أما بالجزء العلوى للكتاب فلا تظهر إلا الوجوه المبتسمة. فلا انشغال بتفاصيل المكان فكل ما يهم هو القرار بين الخيارين وذلك ما اعتمد الرسم تأكيده.       

لم يجبرنا النص حتى النهاية على الانحياز لقرار محدد بل هى النهاية المفتوحة “لو كنتم مكان مالك فأي قرار تختارون ؟” فهل سيظل المجتمع يخجل من أفراد ينتمون إليه لديهم إعاقات مختلفة؟، إذا كان كذلك، فكلنا مالك !  

 

ريفيو:

سناء شبانى:عازفة الكلمات هي عازفة الناى اللبنانية ومؤلفة قصص الأطفال، لها العديد من المؤلفات التى تعاونت فيها مع دور نشر متعددة ومنها: “ماذا قررت يا مالك”  والذى حاز على جائزة الشارقة 2012 .

ندين صيدانى:رسامة قصص الأطفال تخرجت من الفنون الجميلة بالجامعة الامريكية بلبنان 1993وقامت برسم العديد من كتب الأطفال والتى تميزت فيها باسلوب “الكولاج”. وحازت على جائزة اتصالات عام 2009 عن كتاب “أنا احب”، وعام 2010 عن “تعال العب معى “

مقالات من نفس القسم