عنتر وسمير

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

"عنتر" كلب رشيق ذو عينين واسعتين  فلا تملك إلا أن تحبه، يتجول بشوارع بيروت نهاراً وليلاً، فتذهب معه إلى منطقة عين المريسة وشارع الحمراء وتتمشى معه ليلاً على الكورنيش وسط الأضواء الخافتة، فإذا أردت التعرف على شوارع بيروت فلترافق "عنتر"، لكن السير كثيراً في الطرقات دون جهة محددة هو حال عنتر الدائم، وهذا ما تعنيه كلمة تشرد . فهل يجد عنتر من يهتم به؟ ولكن من هو سمير وكيف سيلتقيان!  

 

صدر كتاب “عنتر وسمير” عام 2013 عن دار أصالة وبالتعاون مع جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات  لكاتب قصص الأطفال “أحمد طىّ” وبمصاحبة رسوم “منى يقظان” والتى استطاعت بكل براعة الدمج بين الصور الفوتوغرافية وشخصياتها ذات العيون المتسعة ولم تكتف بذلك، بل إنها أعطتها إيهاماً ببعد ثالث لتضيف لها كل الحياة، فتكاد تخرج من صفحات الكتاب لتدعوك للقراءة. فالظلال على الخلفية تجعلك لا تستطيع الفصل بين الشخصيات والخلفيات وتتداخل الصور مع المفردات المرسومة فأحياناً تشكل الخلفيات وأحيانا أخرى تكون هى إحدى المفردات أو انها تكسب ملابس شخصياتها  بعض الملامس معتمدة في ذلك على صور ايضاً.

ويأتي تصورها لشخصية “عنتر” بطل الحكاية رشيقا يتجول بشوارع بيروت فنذهب معه اينما ذهب عبر الصفحات، اذ اضافت” منى يقظان ” للنص، نصا بصريا فتحكى لنا عن شوراع بيروت بطريقها.. فالنص يعتمد على لغة وصفية للمشاهد والأشخاص فجاء كل من النص والرسم مكملاً كل منهما للآخر دون الاعتماد على التوضيح أو الشرح بل هو نص بصري يوازى النص الوصفي المكتوب والذى لا يعتمد علي وصف الاماكن فقط بل يلحق الصفات بمفردات المشهد ايضا ،وببالغة اللغة المستخدمة مما يثير التعبير عنه فتسطيع رؤيته مرة في النص ومرة اخرى في الرسم. يرجع ذلك لكون المؤلف “حكواتى ” مما يميز اسلوبه في سرد الحكاية حتى وان كانت مكتوبة  .

في الكتاب تأصيل لحق الحيوانات بالاهتمام بها، ولكنه لم يظهرها ضعيفة. بل أوضح احتياح الإنسان لها أيضاً . فسمير طفل ذو إعاقة بصرية وعنتر يساعده على السير والتنقل بين الشوارع، كل منهما احتاج لمن يرعاه .. فسمير رغم إعاقته إلا أنه يظهر من خلال النص أنه يجيد الاهتمام بعنتر، فعندما وجد كل منهما الآخر تغيرت الحياة للافضل .

التعاون الذى تم بين الجمعية ودار النشر جعل الفكرة حقيقية، قريبة من الأطفال أكثر تطبيقا في الواقع عن كونها شعارات ترفع . فبدل ان يحدث نوع من النفور من الحيوانات بلا مأوى، يدرك الطفل اهميتها.. وقد يتحرك نحوها لمساعدتها. فكون الكتاب هو الوسيط لتوصيل الفكرة، جعلها أكثر انتشارا ليس بيروت فقط بل بالوطن العربي ..لأننا سنحب أن ” نتكنز ” مع عنتر من خلال الكتاب، بشوارع بيروت …مثلى.  

 

ريفيو:

منى يقظان: درست الرسم والتصميم الجرافيكي وفنّ التحريك في جامعة فريديريك في قبرص وتابعت تخصّصها في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت وأكملت دراستها العليا في إنكلترا. وقامت برسم عدّة كتب للأطفال، إضافة إلى تنفيذ أفلام رسوم متحرّكة قصيرة .

أحمد طىّ: من اشهر ممارسى مهنة “الحكواتى”  في لبنان . كاتب قصص أطفال، صحفى بجريدة البناء ويعمل أيضا كمدقق لغوى لإحدى دور النشر.    

     

 

 

مقالات من نفس القسم