تبدأ قصة ليلى بإهداء من مؤلفة الكتاب ورسامته إيضا “نادين كعدان” إلى جميع الأطفال بأن “للتواصل طرق كثيرة فلنبحث عنها!” مثل سامى الذي نادى كثييراً ثم ضرخ واخيراً تساءل فجاءته فكرة السلم. ولكن ليلى أيضا لم تحبذ العزلة فكانت تحاول أن تبعث رسائلها إليه، فدلت جدائل شعرها عبر نافذة البرج لترسم بها كلمات في السماء وليتمسك بها سامى ويصل إليها ..كلاهما حاول الاقتراب من الآخر فلم يفضل سامى عزلة ليلى وجلستها وحيدة بالقلعة، كذلك ليلى ارسلت بإشاراتها إليه فهى هي لا تسمع ولا تتكلم إلا بالإشارات “الاشارات الجميلة ” التى يقرر سامى أن يتعلمها ليتواصل مع ليلى.
والفكرة هنا هى كل ما يقوم عليه النص فلا اعتماد على كلمات وصفية أو تشبيهات، فالكلمات والرسوم تمتزج كلاهما مع الآخر ويوحى أحدهما بالآخر وتغلب الألوان الزهرية.كذلك الزخارف تصنع وروداً بكل عناصر التكوينات، فالحوائط يتسلق عليها بعض الزروع منتهية بورود زهرية، كذا السجاد. فاستُخدمت الألوان المائية بكل رقتها وشفافيتها ليناسب شعر ليلى ويتدلى، صانعا كلمة “أنا هنا” ولتصاحبه الورود الزهرية أيضا. سلم سامى بلفاته الكثيرة التى يصعد عليها في سماء زهرية، لنظل طيلة صفحات الكتاب نحلق في سموات من الإلوان حتى نتواصل مع ليلى في عالم زهرى فترتسم البسمة على وجهها ونجلس معا خارج البرج .
فهل نترك ليلى ببرجها وحيدة، وهل نختار كأفراد أن نحيا في مجتمع واحد عزل ليلى عنا أم نكون مثل سامى فنحاول الاقتراب منها، فنصنع السلم ونتعلم طرقا جديدة للتواصل في سموات جديدة يغمرها اللون الزهري.
ريفيو
نادين كعدان :
مؤلفة ورسامة قصص أطفال سورية، قامت بالتعاون مع العديد من دور النشر لرسم كتب للأطفال.
حاز كتابها “ليلي ..ردى علي !” الصادرعن دار صندوق الدنيا 2011على جائزة آنا ليند لأفضل كتاب للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة
http://nadinekaadan.com/site/index.php?lang=2