حسن حصاري
وَها أنذا …
أحَاولُ أنْ أعبُرَ يَائساً مِنْ
حيثُ أتيْت.
الأرْضُ بِداخلي صَغيرةٌ
بِحجْمِ عَينِ إبرَة.
ورَأسي الثقيل بِأوْجاعِ التفكير
فِي المُستحِيل لا،
لا يُطاق…
** ** **
أحَاولُ، أخيرا، أنْ أصْنعَ مِمَّا
تبَقى منْ ظِلي
طُرُقا جَديدَة
لِلموْتِ
مَادامَ لِجسَدي
هَوْسُ
الفنَاء …
** ** **
قدْ أكونُ غَريباً
بِلا غُربة،
في قلبِي المُبعثرِ
وَسط حَقيبةِ عَتْماتِ
مُسافِرٍ شاردٍ
فِي وَجهِ رياحِ وُجْهاتٍ
لا تَحمِلُ منْ هُويتي،
غيْر جَفافِ حَلقي
منْ عَويلٍ قديمٍ
مَنْ أكون …؟
** ** **
وبِمِقصِّ ضَجري.
أقَطِّعُ
وُجوهَ غُربَاء ابتسَمُوا،
بِداخِلِ لوْحةٍ كبيرَة مُعلقة فِي فمِ
الضَّياع.
لمْ يتْرُكوا وَراءهُم مَنْفذاً
لِلرُّجوعِ إلى
مَنْبعِ الألوانِ التِّي،
اختلطتْ بِدمائِهم
حينَ غادرُوا مُدنَ اسْمنتٍ بَارِدة
حينَ اسِتسلمُوا
لأوَامِرَ جَاهِزة
بِالرَّحِيل …
** ** **
فكمْ يُرهِقني الرَّكضُ وَراءَ ظِلي،
أصبحتُ هكذا، أبَدِّدُ بِإصرار ..
عُنفوانَ خُطواتِي البَطِيئة
نحْوَ أسْفل آخِرِ صُورةٍ التقطتُها لِي
صُدْفة …
وَحِيدا
بلا وجه
بِلا أرْجُلٍ.
………………..
*شاعر من المغرب