هناء محمد راشد
لوحة حياتية
تُشبهني
فأرسمُكَ غابةً بلا حدود
أشبهُكَ
فأرسمُني رصاصةً عالقةً فوق شفاهِ الصمتِ
أنا حبيبتُكَ
الجرحُ المندملُ في ثنايا التداعي
هي المرأةُ الجديدةُ بداخلي التي تثقلُ كاهلي
تجعلَ النارَ شموعاً
والاشجارُ توابيتاً
وتجعلني امرأةً غيرَ صالحةٍ للحبِّ
اَيُّهَا الظلُّ
لا تقضِ وقتاً طويلاً على اليابسةِ
اتركْ منكَ شيئاً على السفنِ
لا تأخذْ حقائبَكَ
خذْ بعضَ ملابسِكَ المتعبةِ
وقبعةً تقيكَ الضجرَ
خذْ روائحَ النوارسِ والبحرَ
والشمسَ الثائرةَ من فوقِ اقلامِكَ
اترك ذكرياتك
انزلْ فارغاً دونَ ذاكرةٍ
حاولْ أنْ تتجنبَ الحواراتِ الطويلةَ
هزَّ رأسَكَ كلَّ خمسِ دقائقَ
حاولْ أن تقنعَ من حولِكَ عن رضاكَ التامِ
تحوّلْ لقنينةِ ماءٍ في الليل
أو نسخةٍ عابرةٍ لقمرٍ يبحثُ عن ضوءٍ
وتعالَ نختبئْ بداخلي
غداً ستمطرُ الحياةُ حزناً جديداً
هذا العالمُ مدينٌ لنا باعتذارٍ
أو عفوٍ عامٍ من الاحتيال على الحياة
**
فوبيا ممزقة
البلادُ باردة ٌ
سُررُها مصنوعةٌ من البلاستيك
الوسائدُ ترمّلتْ من الصمت
أغطيتُها ممزقةٌ
تريد أن تتخلص من الأمس
تريدُ أن تخبرَ الشمسَ عن الأرضِ
وكيفَ الظلامُ أصبحَ ينامُ في أحضانِها دون خوفٍ
- ••
لافرقَ بين الصعودِ والنزولِ إن لم تكنْ ترى البابَ
اخرجْ باحثاً عن حبٍّ
أخرجْ خفيفاً دون مفاتيحَ
واصنعْ للكرةِ الأرضيةِ اغنيةً جديدةً
أو هواءً رطباً دونَ أدخنةِ البارودِ
- ••
حتى تكونَ انساناً مختلفاً
تقمّصْ دورَ الشجرةِ واخرجْ للحياةِ
- ••
لا مقابرَ نمضي إِلَيْهَا
رغمَ أنَّ الجميعَ قد ماتَ بطريقةٍ ما
- ••
نكرّرُ الكذبةَ
وتخدعُنا لحظاتُ الصدقِ
- ••
مخيفٌ صوتُ الليلِ في قلب ِشاعرٍ
ومخيفٌ صوتُ الشاعر ِعندما يبحثُ عن قصيدةٍ
القصائدُ تجلبُ الدفءََ رغم الطرقِ التي تقودُنا للمجهول ِ
- ••
لم نعدْ نصلحُ لشيءٍ
لذلك غزلْنا مابقي منا
وتركنا الامكنةَ … الأغاني َ.. الكلماتِ
ِتسندُ هذا الشللَ في قلوبنا
أحقاً لازال لدينا وطنٌ !”
……………………
*شاعرة من اليمن
