لماذا لا نعتبر من أخطاء غيرنا؟

موقع الكتابة الثقافي art 42
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عائشة محمد

نريد أن نكون أصحاب أخطائنا، كل خطأ نرتكبه له قيمة مختلفة تماما عن أخطاء الآخرين، هنالك معاناة ساهمت في نشوء هذا الخطأ، مسؤولية تقع على عاتقنا لتصحيح تلك الأخطاء. من المهم أن نضع في حسباننا أن كل شخص له تجربته الخاصة التي يتعلم منها والتي تكون شخصيته من حيث الخبرة الخالصة التي يتوصل لها والتي بفضلها يستطيع التعامل مع الحياة وقيادة نفسه، هنا نتحدث عن إنسان قادر على الاتكال الكلي على نفسه وتحريك الحياة في اتجاه التيار الذي يود أن يسبح فيه، الإرادة الكلية والسيطرة تكون له، لا يحدث هذا إلا إذا امتلكنا القدرة على تحمل مسؤولية أخطائنا طالما تتهرب منها ستلقي بنفسك في وحل تغرق كلما حاولت الخروج منه بخطأ أكبر. هل أنت مستعد لحصارك في زاوية أكبر أمنياتك، أن تكون مخفياً كي لا تعترف بأخطاء أنت صاحبها.

خلقنا لنعيش حياتنا ونتعلم كيف هي ببساطة، لا لننظر لغيرنا ونتحسر على ما لن نملكه، لن نملك إلا حياة واحدة فقط، أنت حر في إهدارها بالوسيلة التي تفضلها سواء أهديتها للغير أم ضحيت بها لإرضائهم مع العلم أن تلك المخلوقات البشرية لن ترضيهم، حتى لو أنهيت حياتك من أجلهم. فادعاء المثالية لن ينجيك من سهامهم ويقيك سمومهم. يكفي أن تعلم أنك إنسان.

تعلم أن تكون الأمل في حياتك لا تيأس من نفسك كما أن الحياة مستمرة، فنحن قابلون للتغيير للأفضل، لا تجعل أي شيء يأخذ هذه الأولوية منك، كلا ليست أنانية كما تعتقد، بل إنقاذ لنفسك واكتشاف لذاتك قبل أن تكون مستنزفاً لتعيش كضحية مستغلة من الآخرين، لا أحد سيرحمك طالما يستطيع الانتفاع منك، فالجميع يبحثون عن مصالحهم ولن تكون أولوية إلا لنفسك، فتجردت الإنسانية تحت سقف الحياة. فاعلم أن المصير الذي ينتظرك في النهاية كشخص مضح مسرف في ادعاء المثالية والكمال هو النبذ. نعم النبذ، فنحن كبشر ننبذ هؤلاء الذين يدعون عكس طبيعتهم، في البداية تستغل وفي النهاية تصبح منبوذا مكروها من الذين حولك.

تعلم لتجاهد في الحياة، لا تيأس من نفسك مهما كانت الظروف صعبة، فأنت تملك قدرات لتتغلب عليها، تلك القدرات خاصة بك، لهذا لن نتمكن من استخدامها إن قارنا أنفسنا بغيرنا، كل إنسان مهيأ فطريا ليملك قدرات تتناسب مع حياته، فصعوبات الحياة ما هي إلا طرق لاستخراج تلك الجواهر التي يحملها الانسان في داخله، تحتاج لصب وانصهار لكي تخرج. وكونك إنسانا مُيز بعقل قادر على التعلم ورُزق بمواهب وقدرات إن وعيت بكيفية استخدمها كنت الأثر الطاغي والإنجاز الواعد والمستقبل المحقق. امتلك القدرة على التعلم من الأخطاء قدرة مميزة لتصحيحها بالشكل الأمثل الذي سوف يُنتج الإنجاز. كوننا بشرا لسنا منزهين من الأخطاء، فهذه الأخطاء التي نستمر في تكرارها ما هي إلا وسيلة لتعلم خُلقنا بها فهي من طبيعتنا لن نتمكن من التجرد منها. دعنا نكتشف أنفسنا ونتعلم من الحياة. لماذا نقاوم الحياة ونسرف في إلها اللوم عليها كما لو أنها ليست عادلة.

   

مقالات من نفس القسم