للصبح

قصص تلعب ألعابًا جديدة.. مع عالم جديد
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

محمد العبادي

من كان يتوقع؟…

ما بدأ كفكرة صغيرة انتهى بمغامرة هائلة…

جاءتنا الفكرة نحن الاثنين في نفس الوقت.. حين قلت له وقد انتفختُ مللا:

  • أوف بقى!.. أنا زهقت من قعدة البيت!…

عاجلني بقبلة سريعة ورد:

  • تعالي.. حنخرج…
  • بجد؟

صرخت متهللة من الفرحة.. أكمل كأنما يقرأ أفكاري: “حنخرج ونسهر للصبح.. ماحدش له عندنا حاجة…

منحته حضن وقبلة.. وانطلقت لأرتدي ملابسي…

***

من كان يتوقع؟…

ربما لو كنت تجاهلتها من البداية ما حدث كل هذا.. لكن بعد يومين من التلميح والزن صار حتما أن أستجيب…

لهذا.. في المرة العاشرة التي قالت فيها:

  • أنا زهقت من قعدة البيت…

رددت: “ياللا نخرج…”

ربما ليس إلحاحها فقط.. أنا أيضا ضربني الملل من جلسة المنزل.. فـ”الزواج” لم يكن ممتعا كما توقعت…

***

الخروج معه كان ممتعا حقا.. امتدت سهرتنا لساعات الصباح.. بدا هو أجمل من أحلامي رقيقا وخفيف الظل.. يفعل كل ما يستطيع ليسعدني.. ملأتني المتعة معه في الخروج أكثر بكثير منها في.. البيت…

لكن فجأة تغير كل شئ.. بعد خروجنا من حفلة سينما منتصف الليل وقفت واحتضنته لألتقط سيلفي معه.. لكن ما إن رفعت الهاتف في يدي حتى طار منها فجأة!!.. اختطفه لصان على موتوسيكل.. صرختُ وانطلق أحمد وراءهما ليطارد أولاد الـ.. أوغاد…

 

آه لو كنت أحضرت معي عصا السيلفي…

***

أشتاق إلى جلسة “القهوة” مع الشباب…

ظللت أمشي وراءها وهي تتقافز بين محلات وسط البد وتلك الكافيهات الغالية عديمة الذوق والطعم

حين دخلنا السينما ظلت مستندة إلى كتفي في الظلام فوضعت ذراعي حولها مثل الأفلام الرومانسية.. رغم أننا كنا نشاهد فيلم رعب…

في النهاية أصرت كالأطفال ونحن في عرض الشارع: سيلفي كمان.. سيلفي كمان والنبي والنبي…

كان لابد أن يحدث ما حدث…

مر موتوسيكل عليه وغدان اختطفا هاتفها.. صرختْ وتمسكتْأأ بي بكل قوتها حتى خنقتني.. أزحتها وانطلقت أجري خلفهما…

 

“زهقت من قعدة البيت”؟!

لقد قعدتِ في بيت أبيكِ طول عمرك.. ما الجديد؟!.. لماذا جاءكِ “الزهق” الآن؟!

***

في قسم الشرطة…

وقفت من بعيد لأراه وهو يحدث رجال الشرطة بحزم.. زاد حبي له وأنا أراه يدافع عن حقي ويحميني…

كان يكلمهم بقوة ممزوجة بالرقة.. لا أعرف لماذا لا يعاملني بنفس الحنان والرقة ونحن في.. البيت…

***

لم أكن أكره شيئا في حياتي مثل الذهاب للقسم نا أ.. يرتعش قلبي دوما هناك.. حتى إن ذهبت لتجديد البطاقة…

أجلستها في أحد الأركان ووقفت لأقدم البلاغ…

  • … واللي خطف منها التليفون كان أطول من اللي سايق.. أسمراني وبشنب.. وكان لابس…
  • وانت شفت كل ده في الثانية اللي خطفوا فيها التليفون؟
  • لأ مانا طلعت أجري وراهم.
  • وبعدين؟
  • وبعدين إيه؟
  • حصلتهم؟
  • لأ.
  • يعني شفت كل التفاصيل دي وانت بتجري وراهم.. شفتها من قفاهم؟!

 

بل.. في الحقيقة حين جريت خلفهما لحقتهما…

انحرفا إلى شارع جانبي.. وجداه مسدودا بسيارة جمع القمامة لسوء الحظ.. توقفا واستدارا إليّ.. أشهرا المطاوي والسكاكين التي لمعت تحت أضواء الشارع.. ثم انطلقا عابرين بجواري دون أن أوقفهما…

***

حين عدنا للبيت ارتميت في أحضانه وبكيت…

حين عدنا للشقة رمت نفسها في حضني وبكت.. لم أعرف لماذا كانت تبكي…

بكيتُ بكل قوتي.. بكيتُ لأفرغ كل خوفي ورعبي في صدره.. كان في بكائي كلام كثير…

لم أعرف لماذا كانت تبكي لكن ضممتها إلي…

ضمني إليه بحنان وقوة جارفتين.. شعرتُ بالأمان.. شعرت أني امرأته حقا…

ضممتها إليّ وبدأت أشعر بالسخونة في جسدي.. أقبل خدها كأني أرغب في التهامه.

يقبل وجنتي برقة.. قبلاته تزداد حرارة.. تزداد حبا.. نذوب في بعضنا.. تحملنا أقدامنا إلى فراش الحب.

أدفعها دفعا إلى السرير.. أعتليها بكل قوتي.. أشعر بالقوة.. كأني أنتقم.. أنتقم منها.. أنتقم من اللص.. الجبان.. من أمين الشرطة المخيف.. من خوفي.. أنتقم من خوفي.. أقتل خوفي…

وكانت ليلة.. من أجمل ليالي العمر…

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون