لستُ سيئةً بما يكفي
لأجوبَ هذا العالمَ على
دراجةٍ هوائية
فمازلتُ أجدُ نفسي
رغمَ كل هذهِ العتمة
لستُ سيئةً بما يكفي
لأطفئ السريرَ
الذي يشعلهُ العناقَ
ويغريهِ ضوءُ الجسدين
الغارقين في عتمةِ المتعة
لستُ سيئةً بما يكفي
لأخبرَ الشمسَ بأنها تخطئ
معظمَ الأحيان في مواعيدها
فتشرقُ عندَ الظهرِ وتغيبُ عندَ الفجرِ
دونَ النظر إليّ
لستُ سيئةً بما يكفي
لألتقطَ غيمةً سوداء
واحبسها في هذا
الممر الضيق وأمنعها أن تمطر
لستُ سيئةً بما يكفي
لأغادرَ هكذا دونَ كلام
وأعلقَ حياتي كلها
في خزانة الآمال
.
لستُ سيئةً تماماً
لأتركَ ظلي ورائي
وأعودَ وحيدةً ويعود
يعدو ورائي ولا يلحق بي
لستُ سيئة بما يكفي
لأخفضَ صوتَ الخطى
وأوقفَ ارتعاشَ الشفتين
عند منتصف القبلة
لستُ سيئة بما يكفي
لأتركَ القمر يدور بلا مأوى
والنجوم تتشرد
خارج زجاج السماء
لستُ سيئة بما يكفي
لكنني أملكُ فكرةً بائسة
تخلطُ بيني وبين حياة هاربة
توقاً لحريةٍ عابثة
فكرة بائسة تقيمُ في جرحٍ قديم
تمتدد في المسافة بين
حدودِ المشتهى و وحدود المعقول
لستُ سيئة بما يكفي
لكن فكرةً بائسة
في رأسي مثل سكين على عنقي
تجعل اليومَ والبارحة وغداً
كيومٍ واحد في عيني
خريف دائم على غصني