ثلاثة نصوص

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 أمل كلوديل

كم كُنّا أطفالاً !

نحلُم بالهروب من سياج المدرسة

إكتشاف الأجنّة المُجاورة ، و سرقة الفاكهة

لم تكن سرقة

بالأصل ، الأرض لنا

الفاكهة ، الشّجر

النّمل، الدُّود و الصّمغ .. كل ما عليها لنا

لكِنّها السّماء, صارت إسفلت ..

غريبة فيزياء الوقت

نكبُر ، تصير الأسوار أَعلى و أذرُعُنا أقصَر.

َتتورّم رُكَبُنا..

تصير قُلوبُنا زرقَاء و نَعرُج

لكن

مازال في الأفق دهشة ، تكفي لنُصدِّق ..

أن يومًا سنحمل أشلاءنا في حقِيبة ظهر

نكتُب رسالةَ حُبٍّ أخيرة.. و نَهرُب.

………………………….

يمكنُني أن أكُون سعيدة بطريقة مريبة ، بفنجان قهوة واحد

بقاعه إبتسامةٌ واسعة على فم جثّة.

أن أُمضي عمرًا أطرّز لوحة من الشّوق, ألفّ بها بقايا سندويتش

أتقاسمه مع أوّل عابرٍ جائع..

يمكنني أن أبكِي بحرقة ، لدقيقتين ، مائة و عشرون ثانية

حتى يفيض البحر ، تطير الأسماك و تهدأ المراكب مقابر ..

ثم أجلس بكامل هدوئي ، على قمّة الحطام ، ألوّح بشعري ، لطيف غائب.

……………..

كم هجرتُك ؟

عَدَدْت خِيَانَاتِك, الصّغيرة ، الكبِيرة

سخِرت منكِ عمدًا

ثِيابَك المُغبرّة ، المُزينة بالرُّقَع

خلاخل النُّحاس

الخُمسَة , المَصنُوعة بِالصّين

عُطُور الياسمِين الرّخِيصَة

و عفونة الفَقْر

كم مرّة, داميةً, مغدورة

بكِيتِ في حُضْنِي كثِيرًا

شَوّهت قلبِي بالحِقد و القَهْر

و قبل أن يجِفّ جَرحُك

رحلتِ، للرّقص !

كم مرّة هجرت السّماء ،

لأجل سقفٍ هاوٍ

و أبوابٍ لم تعرِف الضّوء

تركتِني وحدِي

أطفيء وحدِي نُجُوم الأمانِي

أطرُد الشُّهبَ بمِكنَسَة

أجمع أشلاء الأغبياء

كم مرّة !

يَجُرّني الحُزنُ إليكِ ..

كقِطّة عَرجَاء ،

أمُوءُ على رخَامَة قلبِك

كيف ، كيف لم تَبكِ رصَاصَة ، تُوجّه إِلى صَدرِك ؟

……………………………

شاعرة تونسية

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني