كطائر لا أكثر.. غزة

نجوى شمعون
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

نجوى شمعون

الغرقى يتمسكون بقشة للنجاة من الحرب

النجاة ليست كما نعرفها

يا ربي-

كيف لهذا الطين أن يقسو

ويصنع الحروب بلذة.

 

السجائر يرتفع شأنها في الحرب-

والقهوة

الخضار

واللحوم

إلا البشر

حظ القناص والطائرة.

 

شائك يأتي الليل –

ومكروهاً

في الحرب.

 

أبحث عن الأغنيات –

وعن النكات

في الحرب

وعن الخبز

الماء

الهواء

وأحمر الشفاه

كحاجة أساسية للبقاء على قيد النجاة.

 

غرقى يصرخون –

غرقى مضرجين بنكاتهم

لا قشة تمد يدها لتنتشلهم

من الضحك.

 

ركام ..هذا الليل –

فمك محشواً بالرمل

ووجهك شبح يملأه الغبار

أنت المسكون بالصفات

ينخلع قلبك مع أول قصف

فمك يغطيه الكلام وبعض الشظايا

هنا أعلى الرأس

هناك

 أول موجة غطت على نباحك

منادية بصوتها المبحوح

على حق الحيوان

في الحياة.

 

لماذا يصنعون الأسلحة ..؟-

تقول وردة:

 تفتحت من توها في الطريق

سحقتها أحذية الجنود

وناموا يحلمون بوردة

للحبيبة.

 

خوذة الجندي ضعها، لنزرع فيها –

سنبلة

بيتاً

وجيراناً

دعها في الهواء الطلق

 ولتخرج منها عصافير قتلتها الحرب هناك.

 

لا أحد بالمدينة-

لا بشر

ولا حجر

فقط هواء ملوث بالجنود

والذخيرة الحية.

 

البحر ملاذ الغرقى فيك-

أجساد صغيرة

تعوم

أملاً في النجاة

والمدن كذلك.

 

ما أثقل النهر في يدك-

يدك التي شهدت على حروب كثيرة

اندلق الماء

فكانت غابة

عصافير يطاردها جندي بطائرة حربية

وأشجار يحطبها الفأس

كل مرة

تنمو جذور جديدة حد السماء. 

 

ثقوب في الروح  –

الروح ناي الريح

في الحرب.

 

كعصفور في الزيت الحار-

الوقت

ونحن.   

 

ك نميمة تأتي الحرب-

ُتشعل عود الثقاب

في الرأس

في الروح

في بقايا الجسد

تسرق الأطفال

الآباء

والأمهات

هكذا تنجو الحرب منا

ونصنع النكات

ك نميمة لا تنتهي

هى الحرب تدمر ما تبقى من لحن في الروح

يصعد ويتكئ على جرحه

لا مخلص ليتفقد ما علق في الروح

من أعشاب

لا نجاة من الغرق في الحرب

لا صوت

لا نداء  لقلب أم احترق في البعد

أصواتنا أحرقتها نيران الحرب

وأنتم الشهود وأنتم القتلة.   

 

البيت يتكوم فوق ساكنيه

آخر حضن

يودع أنفاسهم

هكذا تحمي البيوت ذكرياتها من العطب.

 

هوس الحروب

أنفاس الموت

ظلال شاحبة وجوهنا

في الحرب

جنون يلاحقه جنون

وهوس الجنرالات في الانتصار

على ضحكة طفل

وركض قطة

وامرأة حبلى

تسقط

من السياج للحرب

تسقط من رقصة

لفك الحرب

تسقط من مطبخها

لفم الحرب

تسقط

وتسقط وتسقط

كقميص يوسف

بكامل الأشلاء الممزقة

بكامل ضحكتها وبيتها وأطفالها

تسقط من عرس

لمذبحة.

 

خذوا الحرب وانصرفوا-

 

أعطنا الحياة بأكملها يا الله-

كاملة لا نقصان فيها.

 

لاهثا نحو النجاة-

الرمل

الماء

البشر

في فكرة النزوح

موت آخر

تصدع فكرة من النزول للبحر

بكامل قواها العقلية

أوقفوا الحروب لنتنفس الحياة.  

 

أستعيد نفسي قليلا

من كماشة الحرب

مرة بالموسيقى

مرة باليوغا

وأخرى بأفكار سابقة عن الحياة . 

 

كي لا أخيفك-

لا أكتب عن الحرب

أتجرد من التجربة

بالاختباء

في زاوية من الحياة.

 

حذاء الجندي –

يغمره الطين

عشب ينمو

وأشجار زيتون

بيوت

ومدن

لا أثر للحذاء هناك.

 

ستنتهي الحرب –

ويذهب الناجون بعيداً في البكاء.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم