سارة حامد حواس
صفحةٌ بيضاءُ
صفحةٌ بيضاءُ خاويةٌ
محتْ أيَّ لونٍ زائدٍ عليها.
صفحةٌ قويةٌ تحمَّلَتْ كُلَّ الألوانِ
حتَّى الأسود صارَ رفيقَها طويلًا
تشبَّثَ بها
صارَ جُزءًا منها
لكنَّها أعلنتْ تمرُّدَها عليه
تشبَّثَ بها أكثرَ فتمرَّدت أكثرَ
فاقتْ قوتُها تشبُّثَهُ
فصارتْ حُرَّةً.
***
قصيدةٌ ناقصةٌ
كتبتُ قصيدةً قصيرةً
لكنَّها مُوحيةٌ
شعرتُ بانتهائها عندَ هذه الكلمة: ”حُرَّةٌ”
لماذا شعرتُ حينَها بوخزةٍ في معدتي؟
هل لأنَّها شَعُرتْ بنقصانٍ أم بعدمِ الاكتمال؟
حدسي تمْتَمَ بكمالِها
قلبي دقَّ ناقوسَ الصَّمتِ
كُلُّ ما فيَّ هتفَ بالاكتفاءِ عندَ هذا الحدِّ
لكنَّني ما زلتُ أتألمُ
شُعُورٌ غريبٌ ضرَبَ عُصفُوري الأزرقَ
لم يهدأ حتى همَمْتُ بكتابةِ قصيدةٍ أخرى
لم يطِرْ حتَّى بدأتُ أنبشُ بكلماتٍ في كتابِ الشِّعْرِ
طارَتْ من رأسي على صفحتِي البيضاءَ
لم أشعُرْ بها، طارت من دُون أجنحةٍ
همستْ في فمي بدلًا من أذني
سمعتُها، شعرتُ بها
فكتبتُ قصيدةً ناقصةً.
المنصورة
19من ديسمبر 2024ميلادية