البحّار

البحّار
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عماد عبد المحسن

آخر التفاتة للبحّار

كانت للشاطئ الفظ

نعم كان متجهماً

عندما تركه وغاب في الماء الغامض

 

الماء عندما يسقط من الصنبور يكون أليفا

متواضعا

يسقط لأسفل

غاض الطرف

أما البحر فيكون مستأسدا

غريب الأطوار

 

لم تكن للبحار وجهة

كان أسيرا للريح

وجهه في الماء يتأرجح

وقلبه كذلك

 

في غرفته التي تركها على الشاطئ

بضع صور

لفتاته التي أرقته

وطردته من اليابسة

 

الماء غادر يعلو فجأة

ويهوي فجأة أيضا

كفتاته التي هوت به في لجة

لا فرار منها

عيناها تركبان الموج كحصان متمرد

ويداها ترتفعان أمام القارب

كشرطي مرور

 

عندما قالت له أحبك ولا أريدك

كسر الكأس وانتبه كل من في الحانة

 

فأخرج البحر زبده كأنه يعنفه

وهدأت الريح

كمن ينذر بقدوم مارد

 

خرجت من الحانة ولا تمسك إلا بحقيبتها

وخرج من الحانة بقلب كسير

إشارات تبدو من قارب يمر بجواره

كتحية البحارة الروتينية

وهو لا يرد

 

مثلما لم يمتثل لنداء أصدقائه وهو يهرول

هاتفا باسمها

إنه

سيد المجانين

ومملوك البحر

قائد القارب

وعبده

طريد اليابسة

وأسير الغامض

العربيد

الملتاث بإظهار العظمة

الهائج

المنحسر

الساكن

المتحول

 

هو الفار من

يابسة متجهمة

لماء متقلب المزاج

إنها لعنة فتاة تحبه ولا تريده

 

ومأزق ماء يريد من لا يحب

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني