(2)
في معرض المخترعات الذكية، صافح إنسان عاطل إنسانا آليا، فسرى في قبضتيهما ما يلي:
العاطل: آحاد وأصفار لانهائية من “كن أو لا تكن”.
الآلي: هواجس هائلة من العبودية والأعطاب.
(3)
نام الزوجان على السرير كتابه على صدره، أناملها على بطنها المنتفخ…
اجتاحهما البحر خلسة…
في الصباح تفقدهما…
تحسَّر كثيرا، لا أثر لتحفته الرملية!
(4)
دَسَّ قصيدتَه الأخيرةَ في جيبه، ثم اتَّحَدَ بالبحر
ظل يطفو لعصور مثل رسالة في زجاجة.
قيل إن حوريات البحر عثرن عليه، ورفضن تسليمَه لأي بر بشري.
من حين لآخر ينشدن كلماتِه فقط للبحارة المحظوظين.
(5)
سقط سهواً عمودُ الكهرباءِ
وهو يتأمل جارته الشجرة.
(6)
أطرق رب الأسرة في صمت وتأمل عميقين حتى دخل في نيرفانا إكلينيكية…
بعدها عثر الطبيب في جيبه على ورقة لم تكن سوى فاتورة ديون فادحة ذيلها بعبارته الأثيرة:
“لقد سقط العقل وصارت الروح خلاصة للجنون”*
* العبارة للصوفي فريد الدين العطار.
(7)
جلس القرفصاء، وجهه محمولا بين يديه، دخل في حالةِ كُمونٍ تام…،
انتظر، اعتصر، سخر كل قواه الباطنية، إنها وضعيته المثالية التي يستنفر فيها كل حواسه العمياء من أجل لحظة الانتشاء المطلق وهو يخلص فيها أحشاءه من قرف الحياة المادية بالمرحاض.
