قصص قصيرة جدا

حسين جداونه
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

حسين جداونه

سلوك

جذبني من ثيابي بشدة..

سألني مستنكرًا:

ـ ما الذي دفعك للسير في هذا الطريق الوعر؟

قبل أن أجيب عن سؤاله، هزّ رأسه بأسى..

ومضى يغذّ السير في نفس الطريق...

***

عشق

ما إن رآها حتى طاش عقله..

نذر: إن ظفرت بها يومًا، حلالا أو حرامًا، سأمضي بقية حياتي معتكفًا.

أمس، خرج في جنازته آلاف المريدين…

***

عتق

اعتكف في زاويته أربعين خريفًا.

قال له مولاه: أذنّا بفكّ قيدك.

خرّ متضرّعًا: مولاي، إن فككت قيدي، فأسقط عني التكاليف.

ساح في الأرض أربعين خريفًا..

يسأل الشجر والحجر عن حبيبه…  

***

ثقة

عاد متأخرًا..

وجد الباب موصدًا..

أقام أمامه لا يبرحه..

ثمّ صاح:

مولاي، أنت ناديتني.. وأنا لبّيت النداء.. فلا بدّ أن تفتح لي الباب يومًا ما…

***

توق

تاقت نفسه لمعرفة من يكون.

جاءه الجواب بلا لفظ:

أيّها الجاهل، كنت تبحث عنّي طوال عمرك.. وأنا في داخلك..

ومهما تأملتني لن تراني إلا في صورتك أنت…

***

معرفة

وقف المجذوب على قرن الشمس، ثمّ صاح بأعلى صوته:

من يعرف هؤلاء أكثر منّي؟!

فأنا صانع أقنعتهم...

***

جود

أنا مؤمن يا مولاي، بكلّ ما أخبرتني به.

ولكن أريد أن أمشي أنا أيضًا على الماء.

 فهل تضمن لي السلامة؟

سمع هاتفًا يناديه:

ويحك، وهل ضمنها لك غيره على البر…        

***

سرداب

اجتمع مريدوه من كل صوب وحدب في زاويته، يتلهّفون إلى فيض نوره البهي عليهم، وإلى أن ينهلوا من حكمته..

لكنّ انتظارهم طال.. فتأججت لهفتهم.. وتطايرت وهواجسهم.. فراحوا يبحثون عنه في كل مكان. ولما لم يجدوا له أثرًا، سار همس بينهم بأن الوالي رآه يدخل في سردابه، وأنه سيعود حالما ينتهي من قضاء مهمته المقدسة…

***

لقاح

انتهزت فرصة لقائي بالشيخ الجليل، فسألته:

ـ كيف الخلاص يا شيخي، من هذا الفيروس اللعين؟

مسح حبات عرق تصببت من جبهته.. ثمّ تنحنح.. وهمّ بالحديث.. إلا أن صوت النداء ارتفع، فتركني مهرولًا…

***

سكرة

ترقّى من مقام إلى مقام..

شرب حتى تعتعه السكر.. ثم أخذ ينتحب:

سأروي كل ما مرّ بي من أحوال!

…………. ؟!

إي والله، هذا ما مرّ بي من أحوال!

…………………….

كاتب أردني

مقالات من نفس القسم