قصص قصيرة جدا

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 23
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. مصطفى عطية جمعة

                                 جدران

 عن امراة أخرى ركض، أرادها ناعمة بضة، صوتها غنج، وهمسها إثارة.

*****

كعادته؛ عاد متأخرًا ليلا، تفاجأ بصغيرته باكية، جانب أمها فاقدة الوعي.

حمل زوجته للفراش، ليونة جسدها تُدغدِغ أحاسيسه، ولكن الجدران صماء لسكون صوتها.

*****

ضحكات صغيرته الصافية، فقد أفاقت أمها، فتراقصت الجدران-في عينيه- مع أنغام صوتها.

**

                             غصة

 استيقظن على أمهن تبكي أباهن، تعالت صرخاتهن. صعد موظف صغير من الشركة القابعة أسفل شقتهن، بعيون مستغيثة، تطلعن إليه.

ناولته الأم مالا غير معدود، أعاد ما تبقى منه، مشفوعا بورقة الحساب، بعدما أنهى إجراءات الجنازة والدفن.

*****

قالت بغصة كبراهن وأجملهن:

  -سأتزوجه، ليقضي مصالحنا، فلا أحد غيره أمامنا.

*****

تاجرَ في أموال الأب فربحن، وزوج البنات فتسترن، أما هي فهامت به حبًا. 

***

                        فستان زفاف

تحابا، ولكن زواجهما رفضه والده لواء الشرطة، وكذلك أبوها العامل البسيط.

*****

سكنا في غرفة، بجوار المستوصف القروي الذي عملا به كطبيبين.

معاً، تخصصا في أمراض القلب، وحصلا على زمالة كلية الجراحين البريطانية.

*****

  فاجأها بحفلة عرس، وابنتهما تركض بين أقدام أمها، التي ترفل في فستان العرس الأبيض، وأبوها يضحك خلفها..  في نادي الشرطة.

*******

                               قسمة ونصيب

 أيام الجامعة، تعّلق بها لحيائها، وجمالها الهادئ، وعشقها للشعر. 

اغترب عامين، وعاد لخطبتها، أخبره صديقه القاطن في شقة أسفلها، بأنهم أعلنوا خطوبتها بالأمس.

*****

عقدان من السنوات مرّا، تقابلا في عمل واحد، وجدها ثرثارة، متغضنة الوجه، نظراتها حادة.. أدرك معنى القسمة والنصيب. 

***********

                         وفاء

أوفى بتعهده لها في الجامعة، وخطبها بشبكة رائعة، مخبرًا أهلها أنه يعمل محاسبًا.

*****

انتبه من غفلته على سيارة قادمة، فسارع مرحبا بمن فيها، كان والدها، فعبأ سيارته وقودا، وابتسم هو يتلقى الثمن.

*****

   غاب شهرًا لم يزرهم.

فوجئ بها قادمة في سيارة أبيها إلى محطة الوقود.

***

                        فضفضة

سافرَ في عطلة منتصف العام إلى بلدته، اشتكى لإخوته كما هي عادته من سلاطة لسان زوجته، وعبوسها الدائم.

انتفض أخوه الأكبر ثائرا، أقسم أن يزوّجه الثانية. 

” لنا ابنة عم ثلاثينية لم يأتها النصيب، وعندي شقة فارغة”

*****

عاش مستمتعًا مع زوجته الثانية، مدركًا أنه كان ظاهرة صوتية، مجرد شاكٍ.

****

                  مصارحة

   في الطائرة، جلست بجانبه، وغرقا في حوار ماتع.

-“من هذه يا أبي؟”

 تساءل أبناؤه الذين عادوا معه، وكانوا في المقعد خلفه.

 بيقين أجاب: إنها زوجة أبيكم.

ابتسامة وترحيب منها لهم، ثم أحاديث قصيرة.

  ملامحها راضية، وكلماتها راقية.

  تمنوا أن تكون أمهم مثلها. 

**********

                    بوح

أُعجِبت بذكائه ونشاطه، وشبابه ووسامته، عندما عمل في شركتها.

أعجب بجمالها وحسن قيادتها، وبجمالها الأربعيني.

اتفقا على زواج سري، في شقة مجاورة للشركة، حتى لا تحرج أبناءها.

وهبته مالا وسيارة، وجعلته شريكا.

*****

بعد سنوات، باح لها برغبته في زوجة شابة تكون أما لعياله.

أخبرته أنها محبة له على أي حال.

*****

                   بإيجاز

اعتاد أن يسكب في أذنيها العشق تغريدا، والحميمية ترنيما.

سألها صراحة: وماذا عن زوجك؟

أجابته اختصارا: لا أستطيع العيش دون رجلينِ.

 

 

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون