قصص قصيرة جدا

تشكيل
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

د. حسين جداونه

نسل

لم يكن على وجه البسيطة غيرهم..

رأى الشيخ بأمّ عينه نزاع ابنيه المستمر..

استدعاهما إلى مجلسه..

اتهم كلّ منهما الآخر بتجاوز حدوده..

ارتفعت أصواتهما فوق صوت أبيهما..

بادر هابيل أخاه بسلاحه الناري فأرداه قتيلا..

لن أسمح لك بأن تقتلني مرّتين…

*****

حقّ

انتظر زميله عند بوابة المدرسة..

أخذ منه شطيرته ومصروفه..

قبل أن يفتح فمه..

ركله بقوّة…

*****

انتظار

وقف تحت أشعة الشمس الحارقة ينتظر عودة القطار..

كان يعلم أنه لن يعود..

وكان يعلم أنه لا يوجد قطار.. ولا سكة حديد.. ولا محطة..

ومع ذلك..

وقف تحت أشعة الشمس الحارقة ينتظر عودة القطار…

*****

تضحية

أنت في ذيل القافلة..

لا تكن أحمق…

*****

لا

رأيتني وأنا أقول: لا…

ثم رأيتني وأنا أخرج من العتمة إلى النور..

وقد بللني الماء من رأسي حتى أخمص قدميّ..

والناس ينظرون إليّ.. ويكتمون ضحكاتهم..

وأنا أقول لهم: لا…

*****

سرّ

أخبرهم بأنّه يسير فوق الماء..

حافي القدمين، من غير أن يبتل..

ظل القوم بين مصدّق ومكذّب..

من غير أن يبتلّ؟!

*****

ضجيج

عندما وصل إلى أبعد نقطة في الغابة،

كان الضجيج ما زال يصمّ أذنيه…

*****

عجرفة

تململ فوق المغسلة،

بدت على محيّاه علامات الامتعاض،

أنا أكره الأبيض،

ولكن لا بأس،

على أن يكون من النوع الفاخر…

*****

موقف

أمّا سرب الحمائم ذاك..

فهو وحوش طائرة..

حذّرت البذرة رفيقاتها في الحقل…

*****

كينونة

كلما انسلخت طبقة راهن على الطبقة التي تحتها…

عندما وصل إلى اللّبّ..

تبيّن أنّه..

كسابقاته التي انسلخت..

من عمره المديد…

****

معارضة

وقف المعارض السياسي بوجه النظام صارخًا…

طالب بالعودة إلى الظلم والعبودية والتمييز العنصري…

أومأ الخليفة إلى كبير الحاشية…

قطعوا لسانه…

*****

حماقة

يا لك من وغد!

أما زلت تحلم…؟!

*****

فسل

راقب من كثب ما حصل مع والده…

منذ ساعة انبثاقه حتى ساعة فنائه، هبّ مسرعًا…

اخترق البويضة…

*****

عشق

تلوّى جوًى تحت قدميها…

بكلّ قوّتها رفسته…

ترنّح سكرًا…

*****

جائحة

قاوم شراستها الطاغية طوال اليوم…

لم يشتم أحدًا.. أو يركله.. أو يرفسه.. في آخر النهار استعرت النيران في صدره…

هبّ مسرعًا لإطفائها…

*****

شغب

الشيخ الذي تجاوز السبعين،

جرت الحياة في عروقه من جديد،

عندما خالها تبتسم له…

*****

مثقف

الهامش…

 الذي كان يعيش فيه بهدوء طوال سنوات عمره…

 أصبح مزدحمًا…

*****

بغل

استيقظ باكرًا…

فرّغ ما في مثانته، ملأ رئتيه بهواء نقي، برطع ذهابًا وإيابًا، رفس الفضاء بكلتا قدميه، وضع النير على عاتقه…

سعى في كسب لقمة عيشه…

…………………..

كاتب من الأردن

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون