لعنة الحب

موقع الكتابة الثقافي art 1
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

إيناس لطفى

أخذ يصوب لها نظرات الانبهار والإعجاب الشديد بها، ويردد بينه وبين نفسه: "ما أجملها.. إنها مثل الحقيقة"

 اقترب منه رجل يبدو عليه كأنه خرج من كتب الأساطير، له طلة غريبة تؤسر من يتحدث معه، ويجعله طائعا بين يديه، نظر له بتفحص وقد علم ما يدور في عقله، فبادره قائلا: "يمكنها أن تتحول لبشر"

 

تساءلت عينيه، فأكمل الرجل:

ـ لو شعرت أنك تحبها بحق

ـ أتريدها؟؟

رد علي الفور:

ـ  بأي ثمن

قال الرجل:

ـ بدون مال هي لك ولكن بشرط؟

قالها وهو ينظر في عينيه بكل قوة وحزم وأكمل:

ـ أن تحافظ عليها.. وأن لم تستطع وأصابك منها لعنة الحب، ترجعها لي وفوقها ما أطلبه من مال

نظرات الرجل كانت كفيلة أن تجعله يصمت، ولا يطلب أن يفهم ما وراء هذه الكلمات..

أومأ برأسه بالموافقة، أشار الرجل بيديه أن يحملها ويذهب.

نفذ بأقصي سرعة، حملها ولم ينس أن يغطيها حتى لا يراها الناس، فيحسدونه علي ما حصل عليه وتطمع فيها العيون.

 كل يوم كان يجلس بالساعات يتأمل فيها ويحدثها، وكان متيقنا أنها تسمعه.

 صارت معشوقته، لا يمر وقت حتى يرجع إليها بكل لهفة وشوق، إلي أن جاء يوم، جلس يبكي بين يديها كطفل برئ، يرجوها أن تتكلم.. أن تشعر بما في قلبه من لوعة العاشق لها، لقد عشقها وهي تمثال، وتمناها أن تكون بشرا مثله.

فلن يجد بين نساء البشر أجمل منها، ولا أروع منها، لم يصدق عينيه وهو يراها تضحك، وتردد له: أنه حبيبها، وأنها صارت بشرا لأنه أحبها وفقط..

كانا أسعد حبيين علي وجه الأرض، يشعران أنهما في الجنة وليس علي الأرض،

صارت أجمل نساء الدنيا بحبه لها.

إلي أن بدأ الحبيب يرغب فيها بشدة، فكانت دائما تحذره من هذا، فإن أخطأ معها سيفقدها، عندما يسمع هذا يتراجع، ينظر لها مرة أخري بنظرة العاشق فقط، فهو لا يتحمل فقدانها.

لكن رغبته خانته، أراد أن يتذوقها، فكيف للحبيب أن لا يتذوق محبوبته؟

حذرته بشدة، لم يستمع

قاومته بعنف، لم يهتم

هو يريد حلاوتها فقط

فأخذ بقوة يستنشق رحيقها

تركته..

ما الفائدة؟، لقد فقدها لحظة خطأه معها

فإذا بها تتحول مرة أخري إلي صنم.. فاق من نوبة جنوحه ليجدها هكذا، أخذ يصرخ ويبكي، يستنجدها أن ترجع حييته، صار يفكر كالمجنون، ماذا يفعل؟ أيحطمها حتى لا تكون حبيبة احد آخر؟ أم يحتفظ بها حتى لو كانت صنما؟

أخيرا قرر أن يرجعها لنفس الرجل الذي أخذها منه، ذهب إليه والندم يقطر من عينيه، استقبله الرجل بسخرية واضحة من حاله،

قال: “كنت واثقا أنك لن تستطيع أن تحافظ عليها”

بكي، أعطاها له، سأله عن المال الذي يريده كما اتفق معه، رفض الرجل أن يأخذ منه شيئا، قال له: “يكفيك ما أنت فيه من لعنة الحب”

مشي بعدما أدرك ما وراء كلمات الرجل، وهو يلقي آخر نظرة علي محبوبته، أخذها الرجل ووضعها في مكانها، نظر لها نظرة عميقة وقال لها:

“ألم أقل لك.. أنك لن تجدي الحب الذي تريدينه بين البشر”

أجابته بدمعة ساخنة، بللت وجهها الصنم الجميل.

 

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 12
تراب الحكايات
عبد الرحمن أقريش

المجنون