البحري المصطفى
كنا نمشي جنبا إلى جنب جدرانُ غرفتي وأنا . في الطريق الساحلي كانت كلاب البحر تنتظر …. فكرت أن أتخلى عن كل الجدران وأمتطي كلب بحر
*
لم أنتبه . كنت تائها في أزقة المدينة القديمة . ثلاثة أسابيع وأنا أمر من نفس الأزقة . صاحت بي سيدة : الطريق من هنا . لم أكترث لها . واصلت في نفس الأزقة . انتبهت أخيرا إلى سيدة كانت تمشي خلفي وكانت هي أيضا تائهة لأزيد من أربعين عاما ، وتخيط نفس الأزقة.
*
منظفة الفندق وهي تمسح زجاج الغرف في الطوابق العليا كانت تتابع لقلقا تخلف عن سرب اللقالق . طلب منها أن تساعده . كان ينطق اسمها بلثغة طفل .
*
أمام بيتي احتشدت آلاف من سراطين البحر . كانت غاضبة . طلبت مني أن أحرر البحر الذي لجأ إلى بيتي
لا أحب كل هذا الضجيج الذي تحدثه أفكاري وأنا مستلق على السرير ؛ لذلك أخفض صوت رأسي قليلا . أو أخرج إلى حديقة البلدة متأبطا جدار الغرفة وقنينة ماء .
*
أريد أن أستأنس بكائنات غريبة أو بحيوانات … أجد راحة كبيرة وأنا أحدثها عن خيباتي .
في ممر شجري وأنا أعبر شارع المطار في موكب الحيوانات كنت سعيدا جدا . وكان حشد من الناس يأخذون صورا لنا دون إذني .
سلحفاة ضخمة تحتل غرفة نومي منذ أمس . كانت تستجمع ذكرياتها الأولى معي في المحيط الهادئ .
شاعر يتهم الشعراء بالبؤس . يقول إنهم يكتبون شعرا بئيسا . لم تستسغ حيوانات السافانا ذلك . كانت تجد في قصائدهم خياما مناسبة للحيوانات اللاجئة لأسباب سياسية .
*
غرباء بشعر كثيف وأظافر طويلة . يقفون في طابور طويل . كانوا يتأبطون رفوشا
*
في بيتي أرانب . نتقاسم وجبات الطعام والسرير . اقتربنا من تقاسم اللغة أيضا . مازالت تنطق الراء لاما.
تعجبني كثيرا حين تقول : الألانب تقود العالم .
اختلفت كثيرا مع صديقي حول قصيدة النثر . هو يعتبر كل كتابة قصة نثر . حتى وصفة الطبيب .
صديقي يكتب قصيدة النثر بالسطر الشعري . هو لا يفهم معنى الفقرة الشعرية . يحب القافية كثيرا . يقول إنها تذكره بالفراهيدي .
*
في مأدبة عشاء ، التقيت بالصدفة بأنسي الحاج . كان منهمكا في البحث عن الرسولة .
في مأتم دببة صلاح فائق عثرت بالصدفة ذاتها على نوح في قبضة شرطة الهجرة . كانوا يبحثون عن شخص يتقن اللغة السومرية .
*
لنكتب قصيدة
أنت تختارين كلمة
وأنا أختار كلمة
كوني تلقائية
وعلى سجيتك
تقولين مثلا: عالم
أقول: خرائط شعرك
تقولين مثلا مرفأ
أقول: قصائد بوكوفسكي
تقولين: محطة
أقول: أول العمر
تقولين مثلا: وقت
أقول لوحة دالي
تقولين: سأم باريس
أقول: المشاغب بودلير
تودعينني بابتسامة
أقول: أول القصيدة