يحيى وجدي
حكمة
ذات مرة،
قال لي أحدهم (لم يكن حكيما أبدا):
“انتظر جثث أعدائك لدى مرورها في النهر”.
فضلا عن سرقته للأمثال،
كان قاتلا،
مع ذلك صدقته،
وانتظرت على الضفة،
فلم تمر عليّ سوى جثتي.
**
هدية
يوم عيد ميلادي
وجدت، فيما أعبر الشارع،
محفظة نقود..
اعتبرتها هدية الله لي
لكنها ككل هداياه
كانت سوداء،
وخاوية.
**
فرار
صديقي الذي غادر بعد الهزيمة،
فَر،
ولم يُفلت.
مازال يضبط ساعته على توقيتنا
وفي الليل،
يضع أصابعه في أذنيه،
لئلا يسمع صرخاته.
**
ملوك القعدات
الأشخاص الظرفاء -ملوك القعدات- المبهجون
يموتون مبكرا،
يهدرون كل طاقتهم في طمأنة الآخرين..
في إسعادهم
ثم لا يتبقى منهم شيء لأي شيء.
**
صالونا في قبري
أريد صالونا في قبري..
ليس من أجل الفخامة، لا سمح الله
ولكن،
لتستريحي حين تأتين لزيارتي..
لتجدي مكانا تستقبلين فيه صديقاتك،
وتثرثرن،
عني بالطبع،
تذكرين حماقاتي،
مطمئنة،
فأسمع صوت ضحكاتك،
تسلي أرقي الطويل.
………………
*من ديوان “صور عائلية” الصادر أخيراً عن دار “المرايا” بالقاهرة