نحن الشعراء مغرورون

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 13
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

1

نحن الشعراء

ندور بأباريق سقايةِ نباتاتِ الظلّ

وكلما وجدنا قصيدةً لأحدنا

على الفيسبوك

رششنا بعضَ الماءِ إعجاباً بالقصيدة

نفعلُ ذلك فَرحينَ للغاية

بالرغم من أننا نعرف

أننا نسقي نباتاتِ ظلٍّ

هي في نهايةِ المطافِ نباتاتٌ بلاستيكية

لكنها الرغبةُ في.. الحياة.

2

نحن الشعراء

ملوثون بخيالٍ مُستنفد

في صناعةِ الطائراتِ النفاثة

المقاتلة منها والناقلة للمسافرين

في صناعة الكمبيوترات الغازيِّةِ السُحب

وفي صناعةِ أفلامِ الأكشن

وكل ما نفعله هو النباح

ككلابٍ تحفرُ وفي بالها

أنَّ ثمة جوهرةً ثمينةً في باطنِ الأرض.

3

نحن الشعراء

تافهون

وكنا سنطمحُ لمنزلةٍ أرقى

لو توقفنا كسعادين

عن القفز من هنا إلى هناك

وعن التغني بحدائقَ لا تُرى

إلَّا مكسوةً بالدود

والصمتُ ما يُرَدُّ به شأنُنَا

كلما نازعنا الإنسانَ على قلبهِ

أو نصمت احتراماً

لأي كلامٍ مفيد.

4

نحن الشعراء

قاصرو غريزة

مجذومون بهراءِ أنَّ المجاز

قططُ الجارةِ الجميلة

تلك التي تمنحنا عطفها

كما تمنحه للقطط

لكننا نمزق وجهها الجميل

بكنايةٍ في قصيدة.

5

نحن الشعراء

نوسِّخُ أيَّ مكانٍ نحلُّ فيه

ضيوفاً أو أصحابَ مكان

وهذا ما فعلناه مع البحرِ والنهر

مع الوادي والجبل

مع البيتِ والمقهى والخمَّارة

ومع الكتبِ التي أشعنا فيها

عطنَ فئرانٍ ميتة

كانت.. تقرضُ الشِّعر.

6

نحن الشعراء

لصوصٌ ومجرمون

سرقنا الشَّعرَ وقلنا

إنه المغارةُ التي ورثناها عن أسلافنا

وأرغمنا الطبيعةَ بكل جمالها

على أن تعمل عاهرةً

في قصائد لا تعرفُ المطر

إلَّا كاحتباسِ بولٍ

لشعراءَ يتجولون بحثاً عن غيمةٍ

يسرقون من قلبِها المطر.

7

نحن الشعراء

آخرُ مَن سيناديهم الله

يومَ الحساب

ليس لأنَّ ذنوبَنا ثقيلة

ولكن ليحشرنا

فيما دعونا إليه في قصائدنا

ليحشرنا في الخراب.

8

نحن الشعراء

مغرورون

نظنُّ أنَّ تلكَ.. السِنَج والمطاوي التي نحملها

سوف تخيف الناس

أَمْرٌ من كهانةٍ قديمة

كان الشاعرُ فيها يدَّعي

الحديثَ مباشرةً مع إلهِ البرق

حتى أسقطَ العِلمُ الشاعرَ وإلهَ البرق

وحرَّرَ الناسَ من خوفِهم

من الشاعرِ والبرقِ وإلهِ البرق.

9

نحن الشعراء

كافرون

والأحمقُ فينا

يظنُّ أنَّ بوسعِ قصيدته

منافسةُ نجارٍ على مدِّ جسرٍ

يعبر عليه الناسُ إلى حقولهم

ويشكرون النجارَ أيضاً

على أولِّ جسرٍ صنعه لهم

وعلى كلِّ الجسور

فيما يقولون للشاعر:

كُفرٌ أولُّ القصيدة.

10

نحن الشعراء

مكلومون دائماً

بما لا نعرفُ إن كان دَيناً أم ذنباً

نوعٌ من إمساكِ النارِ بثيابنا

وإن كنَّا ننامُ بها

فلكي تتمدد النارُ في الأحلام

في الديون والذنوبِ

وفيما رأيناهُ قمراً ضخماً

يشبه أنَّ إبهامَ الشاعرِ محنةٌ

أو.. شَبَقٌ يقدحُ الشَبَق.

 

11

نحن الشعراء

ثكالى قصائد

كانت أطفالاً سَبَاها غزاةٌ عابرون

وتركوا لنا ذكرياتٍ مؤلمة

عن أطفالٍ لا نعرف

إن كانوا قد كبروا معنا

هل كنا سنراهم نخيلاً

قططاً ملونة

أم عرباتِ قطارٍ محطمةٍ

في بكاءٍ شديدِ القوة.

12

نحن الشعراء

سلاحفُ النينجا

آكلو التفاحِ الأخضر

كون الأحمر مُصادراً منذ زمنٍ قديم

لآدمَ وحواء

تنمو أعضاؤنا بسرعةٍ غريبة

على يد فأرٍ ضخمٍ اسمه الشِّعر

يعلمنا فنونَ القتال

وكنَّا قد غزوناً رؤوساً كثيرةً ومدناً

وأوقعنا بالجميع

في شَرَكِ الخيال.

13

نحن الشعراء

مقاساتُ قلوبنا

هي مقاساتُ أحذيتِنا

ومنَّا مَن يتباهى

بوضعِ قلبهِ في قالبٍ صيني

لتبقى صورتُه خالده

في موتٍ كريهِ الأناقة.

14

نحن الشعراء

مخبولون

الهوسُ بما علَّقنا عليه قمصاننا الملونة

قمصاننا التي تهتاجُ مع الريح

وتطارد الريح

فيما نحن نطاردُ القمصان

أملاً في ارتدائها

أو في ارتداءِ الريح.

15

نحن الشعراء

أبطالُ الأدبِ الشعبي

هؤلاء الذين يمتطون جياداً

يغزون بها سهوبَ الشَجَن

ويُردفون خلفهم

نساءً تهسهسُ أقراطهن

ما أن يهدأَ خببُ الجياد

ويبدأ أبطالُ الأدبِ الشعبي

في سردِ بطولاتِهم

في رقةٍ تشبهُ…

… أنَّ الغرامَ شَجَن.

16

نحن الشعراء

نتجمعُ كلَّ ليلةٍ في مكانٍ ما

يشبه أنَّ جفنةً

يضعُ فيها كلُّ شاعرٍ لؤلؤةً ما

حتى إذا امتلأت

تشاجرنا حولَ مَن يحملها صباحاً

إلى امرأةٍ تنتظرُ كلَّ صباح

عند باب النهر

وما أن تأخذ الجفنة

حتى تلقي بلؤلؤها

… في مياه النهر.

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني