قراءة لـ إذاعة الأغاني

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ولاء الشامي


بعد "ترانيم في ظل تمارا" لمحمد عفيفي هذا ثاني كتاب أشعر بأنه شبيه ب "ساعة عصاري"، بأنه لا يشبه أي شئ قرأته أو سأقرؤه فيما بعد ، حالة متفردة من الكتابة لا يصلح لها إلا "محمد عفيفي"  وهذا "الكاتب المدقدق " عمر طاهر"

" وإن رحت مرة تزور
عش الهوى المهجور ..
سلم على قلبي ! "
وقعت في غرام الكتاب ووجدتني أسيرة لصفحاته منذ اللحظة الأولى حين قررت سماع أغنية "فاكراك ومش هنساك ".. لم أكن أعرف هذه الأغنية من قبل ، وفي نفس اليوم صاحبتني ذكرى خاصة ستظل محببة إلى نفسي.
لم تكن قراءة هذا الكتاب في خططي الحالية، التقطته بالصدفة مع كتاب آخر كنت أنوي قراءته لأرى فكرته ثم أتركه ، ولكني لم أتركه ، وهنا أقول أن كل الأشياء العظيمة كما الحب نجدها ونحن نبحث عن شئ آخر كما قالت أحلام مستغانمي.
في العادة لا أستطيع التركيز على القراءة بينما أسمع أغنية ، لكن هنا الوضع مختلف ، لم أستطع أن أركز في أي مقال إلا وأنا أستمع إلى الاغنية المصاحبة للموقف ، بعض المقاطع كنت أراها مكتوبة بينما أسمعها في اللحظة نفسها.

" الأغنية ظلت ماثلة في وجداني كأداة تعذيب " عمر طاهر عن أغنية (قال جاني بعد يومين) لسميرة سعيد وهي الأغنية الوحيدة التي لم أسمعها في هذا الكتاب ؛ لأني أحمل لها عداءً فطريا لا أعرف له سبب منذ سمعتها أول مرة وأنا طفلة، وصاحبها في الكتاب ذكرى ثقيلة تناسبها تماما
.

" أغداً ألقاك؟!"
هذه الأغنية التي أدخلتني عالم أم كلثوم وأغلقته علي، أذكر جيدا أنه قيل لي " إنتي هتعرفي إنك كبرتي لما تحبي أم كلثوم وتسرحي مع أغنياتها "، كان حضور أم كلثوم في هذا الكتاب طاغيا بثلاث أغنياتٍ من أعظم ما غنت.

" صعبان علي يا غالي من اللي عملته في "

عمرو دياب صديق لكل مراحل حياتك ، لن تجد له وصفاً أصدق مما ورد في هذا الكتاب " يمكنك أن تؤرخ لحياتك بأغنيات عمرو دياب "

قليلون هم من يسكبون ذكرياتهم الخاصة فأجد في نفسي الرغبة في سماعها ،وأشعر أني جزء منها، أو أن هذا الشخص يشبهني تماما وأن ذكرياته تخصني بشكل أو بآخر ، أن تشعر بأنه إن لم يكن لديك ما تحكيه فإنك قد عشت مع الكاتب مع يكفي .

ماذا فعل بي هذا الكتاب ؟ !
عجيب أن يسطع في روحي كل هذا الدفء. كيف استطاع " عمر طاهر " أن يذيقني لذة الحبور بذكرياته وأن يذيب قلبي ويدمع عيني ويضحك روحي ، لقد شممت عبق تمارا " للمرة الثانية بفضل هذا الكتاب .
كتاب جرت جريان الماء في قلبي .. أنهيته وأنا أشعر بأن مسامي يتدفق فيها سكينة مختلطة بلذة حنون
كتاب ساحر لرجل كون علاقة مدهشة مع الموسيقي ، كتاب يشبه نقطة العطر التي أسكرت القرية بكاملها في " رواية العطر"
في أحد صفحات الكتاب وردت هذه الجملة " أينما ارتاح القلب يسقط المطر "
وقد سقط المطر على صفحات هذا الكتاب بينما يبوح طاهر بمواقف من حياته وتصاحبني أغنية في الوقت ذاته تضع بصمتها ليكون الكتاب بذاته ذكرى خاصة مرتبط بالأغاني الواردة به.
محمد منير الذي يبدو أنني لم أكتشفه مؤخراً وحدي ، يغني " والحلو أقوله يا حلو في عيونه " فيا عمر يا طاهر إنت حلو

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 كاتبة مصرية

مقالات من نفس القسم