قبل أن يأتوا،
أغصان التين التي تحاكي الثعابين
كان يزرعها رجالٌسعداء تملأ التجاعيد وجوهَهم
وبساتين الزيتون الأقدم في العالم
تُطعِم عائلاتٍ وزبائنَ مجهولين
يجلسون ببزّاتهم في مدائن تقع في بلاد غير معروفة،
والطحينة المخملية وحبات اللوز الكبيرة
تغَطّي الوجوه المبتسمة لصناع الشيكولاتة الايطالية.
من أماكنَ معتمةٍ باردةٍ في منازلَ مطليّةٍ بالأبيض
يُقدّم الزعتر نفسه
ليضفي الفرح على موائد إفطار أطفالٍ يحدقون بأعينهم،
وولائم وحلويات ومشروبات
ويبعث الدفء في قلوب أمهات كل هَمهنَّ أن يرضين
عائلاتهنّ وقد نسينَ أنفسهنَّ وهنّ يخبزنَ ويطبخن
من أجل لحظات أمومةٍ أخرى
يُكرّسْنَها لتعلم الخبيز .
من قلوب معتِمة باردة صدر أمرٌ
باقتلاع مليون رمزٍ للسلام
إلى رؤوسٍ تقود الدبابات والجرافات
راحت تبتسم لأنها سحقت واقتلعت
بقلوب تثغو بالكراهية بالوكالة
وقلوبٍ شابة جديدة تلبس زيًّاً موحّداً بلا عقول
وصلت ورحبت بأمر جديد لاقتلاع
مليون إنسان. أن تقتلَ وقد غمرها الفرح.
أن تسجِنَ
أن تُعذّبَ
أن تكذبَ
أن تُرهبَ
أن تُحاصرَ
أن تُؤذيَ
أن تسرقَ الأرض
أن تُجرّدَ الناس من إنسانيتهم
أن تُحوّلَ مجاري الأنهار
أن تُدمّرَ البيوت
أن تُهدمَ المستشفيات
أن تُوقفَ التعليم
أن تسبب تدفق المهاجرين
أن تقتلَ المتوطعين
أن تمارسَ الفصل العنصري
أن تخالفَ قرارات الأمم المتحدة
أن تطلقَ النار على المدنيين لتقتلهم
أن تُحَوّل المحتل إلى مستوطن
أن تقذفَ الأطفال الرُضّع في مهودهم بالقنابل
أن تخرقَ معاهدة جنيف
أن تستعملَ الأسلحة الكيماوية المحظورة
أن تحتجزَ الأمهات اللواتي على وشك الولادة لعدة ساعات
أن تهشّمَ عظام الأطفال بالصخور
أن تبترَ أعضاء الشيوخ المعاقين حركياً
أن تُصَفّقَ فرحاً لكل فَظاعة تُرتَكَب
أن تلثَمَ كلَّ فرصة للقتل صباحَ مساء
ومع ذلك، يسمع الجرحى محمود درويش يهمس،
تمهّل أيها الفرس المُحَمَّل بالفصول،
والأشجار الغضّة تزرع نفسها في العقول الفلسطينية.
—————————–
At Tulkarem
Gene Barry
For the poison of hatred seated near the heart doubles the burden for the one who suffers the disease; he is burdened with his own sorrow, and groans on seeing another’s happiness. Aeschylus (The father of tragedy 500 BC)
For the poison of hatred seated near the heart doubles the burden for the one who suffers the disease; he is burdened with his own sorrow, and groans on seeing another’s happiness.
Aeschylus (The father of tragedy 500BC)
Before they came,
Snake-like branches of figs
were farmed by happy wrinkled men
and the world’s most ancient olive groves
fed families and unknown customers
seated in suits in cities in unknown countries,
and velvety tahini and large almonds
dressed the faces of smiling Italian chocolatiers.
From cool dark places in white painted houses
za’atar would introduce itself and
please child-staring breakfast tables
dinners, deserts and drinks
and it would warm family-pleasing mother’s
hearts who as they baked and cooked,
lost themselves to other mother moments
of learning khoubiz baking.
From cold dark hearts a command to
uproot one million symbols of peace was driven
into heads that drove tanks and bulldozers
that smiled as thrashed and uprooted
with hearts that bleated hatred by proxy
and new young uniformed hearts without minds
arrived and welcomed a new command to uproot
one million people. To kill with pleasure;
to jail
to torture
to tell lies
to terrorise
to blockade
to victimise
to steal land
to dehumanise
to divert rivers
to knock homes
to raze hospitals
to halt education
to create refugees
to murder volunteers
to introduce apartheid
to break UN resolutions
to shoot civilians to death
to change occupier to settler
to bomb babies resting in cots
to violate Geneva’s Convention
to use illegal chemical weapons
to hold mothers in labour for hours
to break children’s arms with rocks
to maim mobility restricted geriatrics
to applaud every atrocity with pleasure
to kiss the gift of killing at sunrise and sunset.
Still, the wounded hear Mahmoud Darwish whisper,
Slow down, O horse saddled with seasons,
and baby trees replant themselves in Palestinian minds.
—————————–
جين باري شاعر إيرلندي متخصص بالعلاج بالفن والغلاج النفسي. نُشر له العديد من الأعمال في بلده وحول العالم. وقد تُرجمت أعماله إلى العربية والإيرلندية والإيطالية. وهو مؤسس جماعة بلاكووتر الشعرية التي تجتمع كل أسبوع في أماكن متعددة في منطقة نورث كورك الأيرلندية، وتتولى إدارةَ صفحة الفيسبوك الخاصة بالجماعة.
يعمل باري في إطار تخصصه في العلاج بالفن من خلال الشعر مع العديد من المستشفيات، والمدارس الابتدائية والثانوية، والمؤسسات التي تساعد متعاطي المخدرات، والمؤسسات التي ترعى الشباب الذين يتسربون من المدارس، ومؤسسات المتقاعدين، وكذلك طالبي اللجوء، ومختلف الجماعات الشعرية.
قدم باري قراءات شعرية في كلّ من أستراليا، والولايات المتحدة، وهولندا وإنحلترا، واسكتلندة، وبلجيكا، والبحر الكاريبي، كما استضافته مؤسسات شعرية متعددة في أنحاء متفرقة من إيرلندا. وفي عام 2007 قرأ الشعر في احتفال باتريك كافناه في دبلن.
في عام 2008 تولت مؤسسة الشعر المتمرد طباعة كتيبه الشعري “بدون شجرة عائلة.” أما ديوانه “عمل غير مُنتهٍ” فقد قامت مؤسسة دغهاوس للكتب بطباعته عام 2013. كما قام في عام بتحرير مجموعة شعرية بعنوان “أصوات صامتة” جمع فيها قصائد ألفها الباحثون عن اللجوء المقيمون في إيرلندا. كما حرر في عام 2012 كتابين أحدهما بعنوان “تذكُّر الماضي” والآخر بعنوان الماكس الأزرق.” ويعمل باري حالياً على تحرير ديوانه الثالث.