في القطار

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

-١-

لم يكترث موظف الحجز لحديثي عن مجاورة شباك بعينه

بالنسبة إليه

أنا رقم مجرد

فقط لو كان يدرك

كم تخفف من وحشتي

رؤية النهر

٢

ذلك الوغد الذي صمم عربات الدرجة الأولي

كان يبحث عن رفاهيةٍ زائفة

مقعدان متجاوران

مقعد منفرد

حسناً تبدو أوسع وأكثر راحة

لكن كيف لم ينتبه

لبئُس الوحيدين

٣

في القطار

أدخن أكثر مما أدخن عادة

ليس للأمر علاقة بأكاذيب قتل الوقت

الوقت سيقتلنا علي أي حال

فقط

ثمة حميمية ما في الوقوف بين العربات

ربما هو انتماء دفين

لأولئك الخارجين عن السياق

٤

أنجح في سرقة عشر خطوات علي الأقل في كل محطة

لا لأشم رائحة المدن

ولا لأتغلب علي ضعف مبكر في المفاصل

لا لشيء ذو دلالاتٍ عميقة

فقط

علي أمل بأن أنجح في تبادل إبتساماتٍ ودودة مع مجاذيب المحطات

ربما ساعدتهم علي البقاء في المحطة

أو ربما

ساعدوني لأبقي في القطار

٥

أنام

ينقذني اهتزاز أو توقف مفاجئ

من خاتمة الكابوس

تخرجني يد المفتش الغليظة من روعة الحلم

في القطار

لا أنام

يصيبني أرق بطول الرحلة

ولكني

أحب السائق الذي لم أره

وأكره غطرسة المفتش

٦

لا شيء ينقصني

ماء

طعام

علبتان من السجائر

هاتف مشحون

رواية

جريدة

ديوان شعر

خصلة شعرك

صورتك

لم أنس شيئاً

لماذا إذا لا أجد روحي

في القطار !

٧

أنام وأصحو

أغني وأتلو

أجلس وأمشي

أدخن

أتمتم

أحوقل

أتفحص الركاب والعربات

أتابع النهر والحقول

أكتب

أقرأ

أبدو كمسافر محترف

لماذا إذاً

في كل مرة

يصل القطار ولا أصل ؟ 

ومتي يصل المسافر في دائرة !!

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم