طارق هاشم
سلمى ﻻ تعرف الطريق
إلى (وكالة البلح)
أقنعتها أن طرق الفقراء واحدة
إلا أنها أخبرتني
أن علاقتها لم تبدأ بعد
بهذه اﻷماكن
لذا اختارتني
كي أكون دليلها إلى هناك
قالت:
منذ متى بدأت علاقتك
بهذا المكان
قلت لها: هنا ولدت
واشترت أمي لنا
كل ملابس العيد الرخيصة
هنا يا سلمى
ضبطتني حبيبتي اﻷولى
وكغيمة عابرة انتهت علاقتنا
هنا كنت ألمح أمي
وهي تخفي دمعتها في كم جلبابها
كي ﻻ يرى العابرون كبرياءها المهزوم
ﻻ تسأليني عن الطريق إلى هنا
ﻷنني أحفظه عن ظهر قلب
لست غريباً عنه
أنا من سكانه اﻷصليين
في الشتاء
كانت أمي ترهن ما تبقى من زينتها
كي تشتري لنا البطاطين العادية
لتجنبنا ضراوته
ﻻ تسأليني مرة أخرى
عن علاقتي بهذا المكان
اﻷجدى أن تعرفي
هل انتهت أم لا
ﻷنني ببساطة
قد حفرت وجهي
على كل الطرق المؤدية إليه
حتى حين أعود إلى البيت
ﻷخدع الجيران
فأقول إننا عائدون من الشواربي
أو ممر الكونتيننتال
يلمحون دموعي تكبر
كبيت سقته المرارة
أنا من هنا يا سلمى
وسأظل دليلك اﻷوفى
كي تعرفي ملامحي الحقيقية
صباح الخير
من الطريق
الذي يأبى أن يغيرنا
أو نغيره