واقفة خلف حائط

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

زهرة يسري

أحكى لزهرة أن الغابة ترى كل شيء أخضر وفى الليل تصبح عمياء، لذا يخدعها رداء الجندى فتعتقد أنه حرباء بينما الحرباء الحقيقية مشغولة بتغيير لونها لتخدع الليل. الحائط لا يغير لونه. الحائط صلب يا زهرة أضع رأسى بالقرب من رأسكِ، أربعة عيون يحدقون فى الفراغ، عيني لا تلتقى بعينك، أشعر بإصبعكِ تجزين عليه، أحملكِ فوق كتفى نتسلق الأشجار، أحملكِ بين أسنانى، أخبئكِ فى الأحراش البعيدة، أعلمكِ الطيران فتمنحيننى لذة السقوط، أعلمكِ الافتراس فتعلميننى لوعة الحداد، كنت يا زهرة شجرة روت جذورها أرواح العائلة، نمرة التهم الضباع رضيعها، سحلية عطشى فى صحراء لا أعرفها..

أرواح العائلة، نمرة التهم الضباع رضيعها، سحلية عطشى فى صحراء لا أعرفها..

ماذا يمكن أن أكون سوى ذلك: حلقة فى سلسلة التحولات ملقاة على حائط، أنا يا زهرة فى طريقى للصدأ بينما أنتِ براقة، يرن صوتك فى الفراغ بينما صوتى ضائع.. ضائع لأنكِ لاتسمعينه، بأية لغة تتحدثين؟ تموئين فأقول لك نحن بشر ، فى صحراء الخوف سكنت أرواحنا قبل أن تتحول قبل أن نسقط رملا فى الصحراء الشاسعة. كنا أسودا لا نعرف أننا ملوك الغابة ، فئرانا تحمل الطاعون، كنا الطاعون، كنا كرات الدم البيضاء، بذرة معلقة فى أرجل فراشة. تنطفئ ألوانها خلال يومين.

لماذا تنظرين إلى كأننى الفراغ؟

لست الفراغ يا زهرة، أحيانا أكون غير مرئية.. دائما غير مرئية بل ربما يا زهرة ربما غير مرئية لكننى لم أكن حائطا، الحائط واثق فى نفسه بينما “ربما” تجعلنى غير منفية وغير مؤكدة، “ربما” تستمد الحماية من الحائط . أنت حرة إما أن تتبعينى أو أن تظلى مكانك تحدقين فى الفراغ.

 

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني