العدل والسر

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

مرزوق الحلبي

العدلُ

لو أن العدلَ كان هناك

لَما سقطت القشةُ من منقار عصفور

كان يحملُها لبناء عشّه

في مُلتقى غصنيْن

.

لو أن العدلَ هُنا

أو هناكَ

لما سبقَ الجنودُ

أو الرصاصةُ،

الحبَّ

إلى قلبِ الفَتَى

.

لو أن العدلَ من طبيعةِ الأشياءِ

لما انكسرتْ السروةُ 

وانفتحَ بابُ التأويلِ

.

لو أن العدلَ من سِمات الكونِ

لما ارتطمَ الزغلولُ بالأرضِ

وهو يتعلّم الطيران

على مرأى من أمِّه

…………….

 

السِّرُ

 

مثلكم، رسمتُ قلب حبٍّ على جذع الشجرةِ

وحفرتُ فيه حرفيْنِ سرّيينِ

وطرتُ من الحبِّ

.

مثلكم، خبأتُ وردةً في كتابٍ

كلّما أعرتُه لها

ومتُّ من الأمنياتِ

.

مثلكم، مررت بجانب بيتها

وطرحتُ عليها التحيّةَ بأدب

عندما خرجت صُدفةً

ورجوْتُ أن تفهمه على أنه الحبّ

.

مثلكم، صنعتُ المصائدَ للذكورِ من الحساسين

أبيعَها لحلّاق القريةِ

بعشرةِ قروشٍ

فيبيعها بليرةٍ

.

مثلكم، هتفتُ لمصابيح الحيِّ كلّما أضاءت

وحزنتُ عندما انطفأت على غفلةٍ

فانقطَعَ لهوُنا

.

مثلكم، كنتُ أتسلّق شجرةَ التفاحِ البلديِّ

وأوزّع حبّاتِها بالتساوي

على بنات الحيِّ

ليرقصَ قلبي على لَقْمَسَةِ شفاهِهِنَّ

.

مثلكم، طاردتُ الفراشاتِ إلى آخر نجمةٍ في المدَى

فأدمت قدميَّ

وخدشتِ الأشواكُ

طفولتي 

.

مثلكم كنتُ،

ولا أزال..

 

 

مقالات من نفس القسم