في الحاجة إلى النقد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

متابعة : ابراهيم قازو / المغرب ) مراكش( 

في إطار برنامجها الثقافي ، و بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي ، نظمت مؤسسة كنانيش مراكش ندوة فكرية بعنوان ``في الحاجة إلى النقد  ``. و ذلك يوم الخميس 01 يونيو 2017 . الندوة التي سيرها باقتدار الدكتور عبد العزيز الحويدق ، وساهم فيها الدكاترة : محمد زهير ، علي المتقي ، عبد الواحد بنياسر ، و عادل عبد اللطيف .

متابعة : ابراهيم قازو / المغرب ) مراكش( 

في إطار برنامجها الثقافي ، و بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي ، نظمت مؤسسة كنانيش مراكش ندوة فكرية بعنوان “في الحاجة إلى النقد  “. و ذلك يوم الخميس 01 يونيو 2017 . الندوة التي سيرها باقتدار الدكتور عبد العزيز الحويدق ، وساهم فيها الدكاترة : محمد زهير ، علي المتقي ، عبد الواحد بنياسر ، و عادل عبد اللطيف .

بعد كلمة مؤسسة كنانيش مراكش التي قدمها رئيسها المبدع و الباحث محمد بوعابد ، و التي أشار فيها إلى عمل المؤسسة و أهدافها من أجل تنمية الفعل الثقافي في المغرب و تثويره  . تناول الكلمة الدكتور عبد الواحد بنياسر ليقدم مداخلة بعنوان الجنيالوجيا الفلسفية للنقد  “مشيرا إلى أنه لا يقصد بالجنيالوجيا علم الأنساب ولا القرابة . و لكن بالمعنى الذي يمنحه نيتشه للمفهوم أي بمعنى اصطفائي . والنظر إلى النقد بمعناه الشمولي الذي هو مساءلة القيم وتمثلات الواقع. فلقد كان النقد ملازما دائما للأنساق الفلسفية باعتياره مساءلة لتناقضات الخطاب الداخلية . و بعد حديثه عن فلسفة أرسطو النقدية، انتقل الدكتور بنياسر للحديث عن كانط صاحب الفلسفة النقدية من خلال كتابه   نقد العقل الخالص  “الذي اعتبره الينبوع الذي نهل منه العلم الحديث و الفلسفة الوجودية النقدية . كما أشار إلى أن ثلاثية كانط النقدية تعتبر بمثابة الأسس العملية الأولى في تأسيس النقد . لأن كانط كان أهم المدافعين عن العقل الذي لا ينفصل عن النقد و التنوير . ثم تحدث الدكتور بنياسر عن النسق الفكري الماركسي . و ذلك من خلال كتاب العائلة المقدسة  “المشترك بين ماركس و إنجلز . ليعرج بعد ذلك نحو فلسفة نيتشه باعتبارها نقدا جذريا للأخلاق . و يختم ورقته بأن النقد هو إنتاجية فكرية لازمة للعملية الإبداعية . و هو أيضا ممارسة تستلزم ثقافة شمولية . و أن الموقف النقدي هو الموقف الذي يخلق بالإنسان أن يقفه .

أما الدكتور محمد زهير فقد أشار في البداية إلى عمق موضوع الندوة . و أن عنوان مداخلته سيكون بعنوان في الحاجة إلى نقد النقد   “. ليؤكد أن النقد لا ينفصل عن نقد النقد كوسيلة للبحث و الإنتاج . و أن الحاجة إلى النقد من منظوره الشامل دائمة و مستمرة . فعندما يغيب النقد يحضر التواطؤ و الجمود . و قد اعتبر الدكتور محمد زهير النقد فاعلية منتجة دافعة للبحث . أما الانتقاد بمعناه السلبي فهو لا يتوجه للبناء ، و لكن هو فعل تخريب . كما أن النقد فعل أساس في تقدم العلوم و المعارف ، له مفاهيم أو ما يسميه كانط مقولات . إذ لا يمكن ممارسة النقد دون رؤية نقدية و أسئلة و مقولات . و أنه ليس نزوة شخصية ، ولكن لابد أن يضبط العقل ممارسته . و يضيف الدكتور  محمد زهير أن النقد لا ينبغي له – حسب تودوروف– أن ينحصر في الحديث عن الكتب ، و لكن عليه أن يبدي رأيه في الحياة . و قد تحدث  أيضا عن كتاب  النقد الذاتي  “لعلال الفاسي الذي صدر سنة 1952 . معتبرا إياه كتابا شاملا ، و مراجعة لكل المنظومات المغربية من أجل مرحلة ما بعد الاستقلال . و هو كتاب يحمل مشاريع أفكار . و أشار بعد ذلك إلى أن النقد ، اليوم ، هو مشاركة و ليس أسئلة . و أن من مهامه الأساس : كيف نتقبل الاختلاف و نحاور الآخر ، و معرفة أن رأينا قابل للخطأ و الصواب .

 أما مداخلة الدكتور علي المتقي فقد ارتكزت في مجملها على مقالة قديمة للكاتب و الناقد محمد الدغمومي عن النقد ، التي يرى فيها أن النقد يرتبط بأسئلة المجال الذي يتحرك فيه . و أن النقد في علاقة دائمة مع الأدب و تاريخ الأفكار و الفلسفة . و قد ذكر الدكتور علي المتقي أن النقد في النصف الثاني من القرن العشرين انقسم إلى نقد تقليدي و نقد حداثي . أما اليوم ، فلم يعد من الممكن متابعة ما ينشر في مجتمع طغت عليه وسائل التواصل الاجتماعي ،  جعلت منه مجتمعا هجينا . ليتساءل : كيف سيكون النقد في علاقته مع هذه الهجانة  !؟

و في ورقته ، ركز الدكتور عادل عبد اللطيف على النقد الأدبي أي قراءة الأعمال الأدبية . و ذكر أن النقد الأدبي ليس عملية زائدة ، و لكنه ضروري . فتحدث بعد ذلك عن تاريخ النقد الأدبي العربي الذي نشأ موازيا للأدب ، سوق عكاظ و كتب الطبقات..و أنه منذ خمسينيات القرن الماضي انفتح النقد الأدبي على النظريات الغربية . و قد حدد الدكتور عادل عبد اللطيف مجموعة من المعيقات التي وضعت النقد في أزمة منها غياب الصراعات الإيديولوجية ، تراجع ألق الملاحق الثقافية ، عدم وجود معارف ، الكسل الذي مسح مناهج النقد الأدبي ، استسهال الكتابة ، تمجيد أسماء بعينها ، و أن تحول النقاد إلى الإبداع جعل نقدهم يتراجع . و في الأخير، قدم بعض الاقتراحات من أجل النهوض بالنقد الأدبي منها : أنه لابد من التجديد الإيديولوجي ، عدم استسهال الكتابة ، و توسيع تعليم الجماليات .

في نهاية الندوة ، التي حضرها جمع متميز من المهتمين و الطلبة ، فتح باب نقاش مثمر عرف عدة تساؤلات و إضافات حول النقد والحاجة إليه .

    

 

مقالات من نفس القسم