“حكايات فرحانة” صدرت ما بين عام 2000 و2004 لكاتبة ورسامة قصص الأطفال “رانية أمين” عن دار الياس.. ولكن لفرحانة في هذة القصة مغامرة ذكرتنى بطفولتى، فقد كنت كفرحانة لا أحب ملابس السهرة المزكشة ،المزخرفة والمنفوخة بطبقات التول ،عند ارتدئها تكون قد تحولت إلى شخص آخر تمام لا تعرفه هذا غير “الحر ” المصاحب لإرتدائها فالسهرات لا تأتى إلا بالصيف . وفرحانة لا تحب القيود لكنها تفضل عن ذلك أن تطيع والديها فماذا سوف تفعل ؟ . كانوا يستعدون للذهاب لحفل زفاف ، جعلت الأم فرحانة ترتدى أحدى ملابس السهرة..ثم شعرها قامت بتمشيطه و ربطه بشريط يتناسب مع الفستان.
فتسألت فرحانة أمام المرآة : من هى هذه الفتاة ؟
القصة تقدم بكل بساطة مشكلة يعنى منها الأطفال الحق في اختيار ما يفضلون من ملابس ..ليس مقياس الكبار دائما ما يناسب الأطفال .. وكان حل فرحانة بكل عفوية .. فالقصة لم تقدم نصح وارشاد للطفل أو تعمدت أن تخاطب الطفل برؤية الكبار بل كان الطفل بداخل” رانية ” هو من يجعلنا نرى ذلك الموقف الذى قد نكون مررنا به وهو ما نفترق إليه في الكثير من قصص الأطفال .. فالموقف الخاطئ والطريف في نفس الوقت يجعل الطفل الذي يقرأ القصة يفكر في الأحداث ،هو لم يتلق الحل بطريقة مباشرة بل هى الدهشة واكتشاف ما هو صحيح دون تلقين أو أملاء ، فالتعلم في جو المرح لا ينسى ابدا و يجعله يدرك ما الذي يتوجب عليه فعله. بالإضافة للرسالة الخفية للوالدين ، فهما من سيقرأ القصة مع الطفل.
وتأتى اللغة متجسدة بمفردات بسيطة في جملة لا تتعدى السطرين تصاحبها رسوم تملئ فضاء صفحات الكتاب .. فالكلمات تجوار بعضها البعض لتكون مفردات الطفل الجديدة مشكلة قاموسه اللغوى .
أما عن رسوم قصة فرحانة فهى تأتى مؤكدة على شخصية فرحانة المرحة المحبة و الشغوفة بالعالم من حولها ،فالخطوط بسيطة وعفوية .. والخلفيات يغلب عليها مساحات للون، فلا انشغال بخلق تفاصيل بل هى فقط الشخصيات – بصدراة صفحات القصة – بعيونهاالصغيرة وشعرها الأسود المجعد ، هو ما جعل القصة أكثر قربا من الأطفال بسن 5 إلى 7 سنوات .
إذا ليست قصص الأطفال بالدرس المستفاد في آخر صفحاتها ..بل هى الدهشة .