عفوًا وقصص أخرى قصيرة جدا

حسين جداونه
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

د. حسين جداونه

1ـ عقل

على الرغم من أصوات الغوغاء العالية من حوله..

ظلّ يحدّثهم بصوته الخافت الرزين..

عفوًا، سيّدي (فرويد)،

بحّ صوته، ولمّا ينصت له أحد…

***

2 ـ جهل

عفوًا، الرفيق (ماركس)..

صرنا أكثر علمًا وأكثر ثقافة..

وعلى الرغم من ذلك..

فقد ازداد الكهنة تخمة.. وازداد الطغاة ارتفاعًا..

***

3 ـ خيبة

خضت حربًا شرسة..

انتصرت فيها على نفسي..

أرأيت عزيزي (دوستويفسكي)،

ها هم.. أكلوني لقمة سائغة…

***

4 ـ توجّس

على الرغم من أنهم حققوا رغباتهم كاملة..

عفوًا، (أرسطو)،

فإنّني ما زالت أراهم..

يضعون الأقنعة على وجوههم..

***

5 ـ طاقة

بكل حنكة ودهاء سحبهم إلى هدوئه..

فجأة، ثارت به عواصفهم..

عفوًا، (شكسبير)،

من جذوره اقتلعته وأطاحت به ريشة في مهب الريح…

***

6 ـ حياد

ـ دعني أخبرك بأنّ الذين وقفوا على الحياد في أثناء معركتنا الأخلاقية العظيمة..

سيتبوؤون أسوا المقاعد في الجحيم..
ـ عفوًا، سيّدي (مارتن لوثر كينغ)،

دعني أخبرك بأنني بتّ أخشى ألّا يتّسع لهم الجحيم…

***

7 ـ وعي

فتح عينيه..

حطم القيود التي في قدميه منذ طفولته..

نهض واقفًا..

عفوًا، (ديكارت)،

لقد مشى بخطوات ثابتة…

***

8 ـ ردّ فعل

داس على طرف ثوبي..

مباشرة، وضعت إصبعي على الزناد..

عفوًا، أيّها المبجّل (جان جاك روسو)،

لم يكن لدي وقت لأفعّل مقولتك عن سمو الأخلاق…

***

9 ـ هي

أخبرتني بأنّني الأفضل..

قبّلتها على رأسها..

ثمّ احتفظت بها بين جوانحي..

عفوًا، المبجّل (تولستوي)،

لا يمكنني إلا أن أقابل الجميل بالجميل…

***

10 ـ عفوًا

سيّدي (كونفوشيوس)،

الشجرة التي غرستها..

أكلت الطيور ثمارها..

من غير أن تسمعني أصواتها…

***

11 ـ سلام

سأل الطفل أباه:

ـ هل يمكن لي أن أعيش بقيّة عمري بسلام؟

أطرق الأب مليًّا.. ثم غمغم:

ـ ممكن جدًّا، لكنّه لن يحدث أبدًا.

***

12 ـ أصدقاء

مرّت العاصفة..

أشرقت الشمس من جديد..

أخذ كل منهم يواري سوأته…

***

13 ـ ترميم

رمّم كل التشققات التي في الأسطح الخارجية..

المتوغلة في الأساسات..

وقف أمامها عاجزًا…

***

14ـ حزن

حسنًا،

أنا على أحسن ما يرام..

ولعلّ هذه الابتسامة العريضة توضّح لكم مقدار سعادتي…

***

15 ـ رشد

ـ سيدي،

لقد تعهّد بالتخلّي عن جميع أفكاره الهدّامة، ومحاربتها..

ـ حسنًا،

ضمّوه إلى القطيع…

***

16ـ خلاص

لن يتوقف هؤلاء الأوغاد عن مطاردتك..

أجهز عليهم جميعًا…

***

17ـ جهاد

نفض عنه الغطاء..

استأنف حربه المقدّسة…

***

18 ـ خيبة

تداولوا في أمره..

ثمّ قرّروا بالإجماع إخلاء سبيله. حين أبلغوه قرارهم، تجاهلهم..

وواصل الصعود بصخرته إلى أعلى الجبل…

***

19 ـ محبة

ـ لماذا تكرهني؟

ـ أنا لا أكرهك.. أنا أكره فوّهة المسدس.. المصوّبة على رأسي…

***

20ـ معركة

شحمي ولحمي وبطاقتي الشخصية..

لم تقنعهم بأنّني أنا.. بعد جدال مرير.. وجهد كبير..

اقتنعت…

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

ثقوب