د. حسين جداونه
1ـ عقل
على الرغم من أصوات الغوغاء العالية من حوله..
ظلّ يحدّثهم بصوته الخافت الرزين..
عفوًا، سيّدي (فرويد)،
بحّ صوته، ولمّا ينصت له أحد…
***
2 ـ جهل
عفوًا، الرفيق (ماركس)..
صرنا أكثر علمًا وأكثر ثقافة..
وعلى الرغم من ذلك..
فقد ازداد الكهنة تخمة.. وازداد الطغاة ارتفاعًا..
***
3 ـ خيبة
خضت حربًا شرسة..
انتصرت فيها على نفسي..
أرأيت عزيزي (دوستويفسكي)،
ها هم.. أكلوني لقمة سائغة…
***
4 ـ توجّس
على الرغم من أنهم حققوا رغباتهم كاملة..
عفوًا، (أرسطو)،
فإنّني ما زالت أراهم..
يضعون الأقنعة على وجوههم..
***
5 ـ طاقة
بكل حنكة ودهاء سحبهم إلى هدوئه..
فجأة، ثارت به عواصفهم..
عفوًا، (شكسبير)،
من جذوره اقتلعته وأطاحت به ريشة في مهب الريح…
***
6 ـ حياد
ـ دعني أخبرك بأنّ الذين وقفوا على الحياد في أثناء معركتنا الأخلاقية العظيمة..
سيتبوؤون أسوا المقاعد في الجحيم..
ـ عفوًا، سيّدي (مارتن لوثر كينغ)،
دعني أخبرك بأنني بتّ أخشى ألّا يتّسع لهم الجحيم…
***
7 ـ وعي
فتح عينيه..
حطم القيود التي في قدميه منذ طفولته..
نهض واقفًا..
عفوًا، (ديكارت)،
لقد مشى بخطوات ثابتة…
***
8 ـ ردّ فعل
داس على طرف ثوبي..
مباشرة، وضعت إصبعي على الزناد..
عفوًا، أيّها المبجّل (جان جاك روسو)،
لم يكن لدي وقت لأفعّل مقولتك عن سمو الأخلاق…
***
9 ـ هي
أخبرتني بأنّني الأفضل..
قبّلتها على رأسها..
ثمّ احتفظت بها بين جوانحي..
عفوًا، المبجّل (تولستوي)،
لا يمكنني إلا أن أقابل الجميل بالجميل…
***
10 ـ عفوًا
سيّدي (كونفوشيوس)،
الشجرة التي غرستها..
أكلت الطيور ثمارها..
من غير أن تسمعني أصواتها…
***
11 ـ سلام
سأل الطفل أباه:
ـ هل يمكن لي أن أعيش بقيّة عمري بسلام؟
أطرق الأب مليًّا.. ثم غمغم:
ـ ممكن جدًّا، لكنّه لن يحدث أبدًا.
***
12 ـ أصدقاء
مرّت العاصفة..
أشرقت الشمس من جديد..
أخذ كل منهم يواري سوأته…
***
13 ـ ترميم
رمّم كل التشققات التي في الأسطح الخارجية..
المتوغلة في الأساسات..
وقف أمامها عاجزًا…
***
14ـ حزن
حسنًا،
أنا على أحسن ما يرام..
ولعلّ هذه الابتسامة العريضة توضّح لكم مقدار سعادتي…
***
15 ـ رشد
ـ سيدي،
لقد تعهّد بالتخلّي عن جميع أفكاره الهدّامة، ومحاربتها..
ـ حسنًا،
ضمّوه إلى القطيع…
***
16ـ خلاص
لن يتوقف هؤلاء الأوغاد عن مطاردتك..
أجهز عليهم جميعًا…
***
17ـ جهاد
نفض عنه الغطاء..
استأنف حربه المقدّسة…
***
18 ـ خيبة
تداولوا في أمره..
ثمّ قرّروا بالإجماع إخلاء سبيله. حين أبلغوه قرارهم، تجاهلهم..
وواصل الصعود بصخرته إلى أعلى الجبل…
***
19 ـ محبة
ـ لماذا تكرهني؟
ـ أنا لا أكرهك.. أنا أكره فوّهة المسدس.. المصوّبة على رأسي…
***
20ـ معركة
شحمي ولحمي وبطاقتي الشخصية..
لم تقنعهم بأنّني أنا.. بعد جدال مرير.. وجهد كبير..
اقتنعت…