حسين عبد العليم
كرهتها زوجته.
فقد كانت مبهرة الجمال، بالغة الأناقة، تضع بارفانأ تظل رائحته باقية في مدخل وعلى سلم العقار ۷ شارع على أبو حسن ببولاق الدكرور – عقب خروجها أو دخولها فيسوخ الزوح حنانا ورقة. أو كرهها هو – فقد استعصت عليه. منذ أن سكنت أمامهم ودفعت ألف جنيه مقدم وإيجار خمسين في الحجره وعفشة المية – وهو يحاول محادثتها فتأبي.
بدأ يتلصص عليها من ثقب بباب شقته، ثم تطور إلى التلصص عليها من ثقب بباب شقتها هي – حافي القدمين منحنيا معرضا مؤحزته الكبيرة خلفه، في محاولة لأن يرى جسدها الأبيض الجميل يشع من القميص الأسود العاري.
وأيضا استعصى عليه ذلك.
تحرك خارج نطاق البيت، في الشارع وأمام كشك أم شيماء بائعة السجائر – لمح إلى سوء سلوكها، لقي تجاوبا من شابين واقفين، أحد الشابين تماسك بصعوبة من جراء ما بلبعه من برشام – وأقسم أنه رآها تصطحب رجلا سعوديا إلى شقتها الساعة الواحدة فجر أمس، شاركت أم شيماء: عزه دی متعنطظه ع الفاضي ومناخيرها في السما.
متشفيا، نقل ما قيل إلى زوجته، وضعا رأسيهما في رأس بعض، أقسمت زوجته على أن تجيب مناخيرها الأرض بتاعة البويه والزواق، معززا هو رأيها: ونا مقبلش وساخه قدام شقتی
ذات مغرب فاح البيت برائحة بارفان عزه، وسمع كعب حذائها العالي صاعدا السلالم إلى شقتها، عندما وضعت عزه مفتاحها في كالون الباب . فتحت زوجته التي كانت متربصة باب شقتها المقابل فجأة، وخرجت إليها في حركات عصبيه
– إنتي أيه حكايتك يابت انتي.. طالعه لنا فيها على إيه ياختى؟
من وراء كتف زوجته انسل هو: دی بت وسخه بتاعة رجاله.. ولازم أمشيها من هنا. وبحنق شديد لطمها بكف يده شعرت عزه باشتعال النار في جانب وجهها، كان هو قد تراجع إلى ما وراء ظهر زوجته، مسکت عزه في زوجته .
تخمش وجهها وتمزق ملابسها. وجد نفسه يعاجلها بشلوت أصاب فخذها، هجمت عزه علیه تزحلقت على البلاط فلم تستطع الإمساك سوى بخصیتبه فأخذت تعتصرهما صرخ وانحنى، انهال عليها بالبواني حتى أفلتته، انشج حاجب البنت وسال دمها، في انتقام بائس عضته في كتفه واستخلصت بين أسنانها قطعة من لحمها
صرخ وجن جنونه، جذبها من شعرها إلى داخل شقته،
وكانت زوجته ترقع بالصوت
أمسك عصا وانهال على عزه، همدت البنت من الضرب وتخبطت في دمها، خرج بسرعة وأغلق عليها باب الشقة بالمفتاح من الخارج – وهبط السلم جرية
كانت زوجته قد سبقته ووصلت إلى حوش البيت، وكانت قد التمت حولها مجموعة من النسوة الشرسات، أخذت تلطم خديها وتولول: مسكت الراجل من محاشمه.. الشر….
أضاف هو في تمثيل لليأس: أنا استجرت من الوساخة ياعالم.. أهي عندكم.. أنا قافل عليها الباب بالمفتاح.. اتصرفوا معاها بقي
تسلحت النسوة بالشباشب والعصي، تقدمتهم امرأة جهمة إلى أعلى تمسك بالمفتاح، وراء النسوة صعد بعض الرجال، في آخر القافلة كان هو. كانت المرأة الجهمة تصيح: والنبي.. ومن نبي النبي نبي.. لانزلها ملط
كانت زوجته تنتشي بسعادة داخلية، وكان هو يدوخ من رائحة بارفان عزه الملتصق بقميصه عند الكتف المصاب.
..
بولاق الدكرور. أغسطس ۱۹۹۵
*من المجموعة القصصية “الأمسيات والضحك والولادة”