ما زالَ عِندي بوحُ الأَيائلِ،
وخَرسُ الطُّرقاتِ،
ولَطالما ارتَضيتُ أَن أطيعَ دمَ حبرِي،
وأَهربُ بالغُددِ الدَّامعةِ أَروي أَوراقي بالتَّعبِ
أُكفِّنُ الضَّوءَ في وجهِ النَّواميسِ،
وأَبدأُ…
أَنسجُ ثوبَ صَمتِي بلُغةٍ خَرساءَ
ليسَ لي غيرُ تفاصيلِ الظنِّ الأَحدبِ
فلماذا يا جبلَ التَّوبةِ ترتعشُ سائحًا بالعُبورِ؟!
سأُفتِّشُ عنْ عينيَّ المُجرمةِ التي تَورَّطتْ بكَ
عنِ انْحداراتي
تحتَ ثَوبي
لأَجدَ مجرَّات الزَّمنِ تَتصارعُ…
سأُبلِّلُ شفتيَّ بِرضَابِ الضَّجرِ
وأَتحايلُ على أَريكةِ الغيابِ
أَكتُبنِي بمِدادٍ كفيفٍ!
تحتضِرُ صَحائفُ الرُّوحِ
تذبلُ خطوطُ العينِ بأَرقِ اللَّيلِ
فلماذا تركتني كماءِ الملحِ تمجُّهُ أَهدابي؟!
زُحامُ كلماتِكَ شَدْو طائرٍ
مخنوقٍ بينَ فَراغينِ، وفراغًا قَضمتُكَ
لم تُدرِكْ في الوقوعِ تَبصُّرِي،
وفي البقيَّةِ الهشَّةِ رحلتَ بِمَوتِكَ!
ماذا سأَجني منكَ غيرَ نواةِ الاختفاءِ؟
كيفَ لي أَن أُخبِّئَ الوميضَ بِسِرِّ أَرَقي
بعدَما أَلغيتَني عنكَ؟
أَلقيتُ سخونةَ الظَّمأِ في أَورامِ الهوَى
تحوَّلتُ أَشلاءً بينَ محارِ الكهوفِ
نبيذًا من الوهمِ تقطرُ بعينيَّ،
ومضاجعُ الحزنِ تنزفُ وراءَ المناديلِ..
كيفَ لي أَن أَلبسَ قوسَ الشَّوقِ
وأَنت تَسرِي بي كأَنجالِ الماء؟!
حليبُكَ دمٌ في عُروقِ صِبايَ
كَوْني أَنتَ..
فيكَ آخرَ اللَّيلِ طائرُ فَجرٍ
لا تُوقظْ عَتمةَ النَّارِ خلفَ جَوانِحي
فمَا من مرَّةٍ تنكرَّتُ كي لا أَراكَ تَراني!
ها أَنتَ تنكفئُ خارجَ اخْضرارِ السَّريرِ
بجَسدٍ يُعطِّلُ رقَّةَ التُّفاحِ
تُعتِّقُُ في يَبابِ الوقتِ
تَصدأُ في حُقولِ البُروقِ!
ماذا بعدُ يا صهوةَ الموجِ؟
يا عشبَ الصَّمتِ النَّائمِ تحتَ خُطَى اخْتِماري
يا نخرَ الصَّقيعِ على شِفاهي:
أَنِّي انْتهَيتُ.. انْتهَيت؟!
ــــــــــــــــــــــــ
* شاعرة أردنية
خاص الكتابة