جوسيلين ميشيل ألمِيدا
ترجمة: أحمد يماني
حوّاءُ تسأله
أية جنة ستطرد الجمال
خارج نفسها لأنها تريد أن تكون أجمل؟
الأرض لا تمنع اليرقة
من الولادة من جديد بأجنحة نظيفة،
تحليقها حب للهواء.
لا تزال في الغابة المحروقة
بعد البرق الإلهي
نقاط صغيرة من الخُضرة
شاهدة على رغبة الجذر،
تتدفق النشوة الضوئية
بعد ألف قمر.
في عصر المياه المظلمة
كيف أدين رغبتك في مزيد من الضوء؟
إذا كانت الخطيئة تبعت نيرانك نفسها،
لماذا أنت أمير الظلام؟
إيضاح
لا يمكن تفسير اختفاء النحل،
رغم أن علم وراثة البذور قد تبدّل
كي تمنح فقط قطفة سنوية واحدة،
الرهان التجاري على المجاعة القادمة.
لا أحد يريد أن يكون عبداً لكنهم محصورون.
لا أحد يريد أن يكون سجيناً لكنهم يخضعون.
اقتصاد قابيل القاتل يحكم العالم
ومقابل كل واحد يأكل يسقط واحدٌ آخر.
لا يمكن تفسير اختفاء النحل.
لن نرَ زهر التفاح بعد الآن،
ولن نذوق الخمور الحلوة من شجرة اللوز.
لن تصلنا الضجة الذهبية في الصيف
التي تعلن عن نجمة الزنبق وليس الذبابة.
تنبش الخنافس في الخلية الفارغة.
من الأرض تمر النحلات والعسل.
نحن نعيش ونحب بعضنا البعض طالما أمكن ذلك.
اختبار الإيمان
الأرملة والرجل يحبان بعضهما خارج الكتاب،
بعيدا عن القانون الذي يطوي الجسد.
يعيدان الأوراق إلى الشجرة وتصبح خضراء.
ثمارها حلوة وناعمة، عسل النهار.
أشعر بها على شفتي بين أشجار البرتقال
وأتوه في عبير أغصانها
في باحة الدير حيث تطل
الرأس البريّة لوحيد القرن المطرز.
رجل دين مبجلٌ من القرن الخامس عشر
يقرر أن الحل في السيف.
يأمر بجدع أنف المرأة
وبذلك يشوه وجه الخطيئة الجميل.
هل أذعنا عند دخولهما غرفته؟
المؤرخ لا يخبرنا بالخاتمة.
أبناء الجنة
حريق الروح يسقط شجرة البراءة
التي نشعر أنها لنا في الخطوات الأولى،
تقويم جاف ومزهر حسب الموسم،
حازم في مواجهة العواصف. السقوط لا يمكن تصوره.
من الجذع الذي نتسلقه، من تلك الأغصان،
صولجان على يد قمر تيتان من أزمنة أخرى،
عندما كان الراكض من الحلم البري رعدًا
بينما صعدّنا الحلقات إلى الغيمة.
ربما لهذا السبب هذا الحنين الغامض إليك
حتى مع العلم أننا سنلتقي قريبًا،
أن أكثر الأشعار حزنا ليست ضرورية.
نظرتك التي لنبعٍ على الحجر
تنفذ إلى باطن الكهف
إراقة ألسنة طحلبية، الفِراش واستراحة
مخلوقات شفافة وليلية،
تُذكر بوجه القمر على جلدك،
تخفيني عن العين البيومترية للروبوت.
تغيم النجوم المرهونة
والقناص يخفض منظار بندقيته
عند مقابلة نظرة فاحصة أخرى
للتلألأ المتوعد لأفعى الناشر.
ما الملجأ من الفناء الذي يمكنني منحك إياه؟
نتقاسم الجنة والخبز والحب،
هو نسلنا من الشمس على أشجار الصنوبر.
استحضار
أعلنك حياةً رغم أنك تهجرينني
وفي مكانك يرقد الزمن الخائن،
صمت كاسر في ليالٍ دون بوصلة
حيث النجوم لم تعد حتى تشير إلى الشمال.
تجري دموع عبر الحلم الذي هو نحن،
أجسام من الفضة والزمرد معلقة
في اندفاع الرحيق في المساء غير المفهوم.
ومضات من قوس قزح تومض فوق البحيرة.
أول عزاء للماء حينئذ
يولد وحيدًا وإلهيًا من تدفق العيون.
يذكرنا بتلك البداية المائية
تطفو غائمة باتجاه الحادث السعيد.
محالٌ أن نعرف لون قلب البحر،
لذلك أوصي بك الرياح والشمس
عندما يستحضر إشراق القمح كيانَك
في مجال فكري الغائب.
………………………….
* Joselyn Michelle Almeida: الولايات المتحدة الأمريكية- أوروجواي