للرمال التي غضبنا منها لأنها علقت بحذاء المدرسة الأسود الجديد
وطالت حافة الدانتيلا المطوية للشراب الأبيض
لأوراق الشجر التي جمعناها في أكياس ورقية مع قشر ” الحرنكش “
لنملأ بها ارضية الفصل
ونثير ميس جانيت العجوز التي كنا نلقبها سرا بمطرب الأخبار
بسبب الشبه الشديد بين تسريحة شعر كل منها ميس جانيت ذات الخرزانة الخضراء
التي تفتش على أظافرنا كل يوم سبت في طابور المدرسة
وتتجاهل فعل ذلك قبل عيد الأم بأسبوع – على الاقل-
وتسرب لنا همهات واضحة بألا ننسى ماما جانيت في عيد الأم .
عيد الأم الذي صار نفقا أستعد لدخوله كل عام بجبل ثقيل من الذكريات
والدمعات والابتسامات المرتسمة رغم انف الشجن
عيد الأم الذي يربكني ويوصم مارس شهري الحبيب
بذلك الثقل المميز لكل المواقف السخيفة التي نضطر لمواجهتها في هذا العالم
المواقف التي تفترش مساحات تلامسنا مع الأعداء والأصدقاء على حد سواء
فنضطر معها لتحمل سخافات وتمرير الكثير من القبح للإحتفاظ ببعض الهدوء ،
وخيط من المزاج الرائق يسمح لي ألا أفسد قدرتي على الإستمتاع بالأشياء التي أحبها …
الأشياء التي أحبها والتي لا أضمن أنها تجاوزت الخيط الفاصل بين الوهم والواقع
لا اضمن حتى أنها لن تخيب ظني
كما فعل كتاب اشتهيته طوال عامين وفجأة وقفت أمامه على رف المكتبة
تخيل – كيف بدى الموقف ابحث عن كتاب منذ عامين
أكتب طلبات وقسائم شراء في المكتبات وبالصدفة اجده أمامي على رف المكتبة
اردد اسمه بصوت أعلى قليلا من الهمس .. أتحسس طرفه كأني أتأكد من واقعية وجوده
لا اجرؤ على رفعه من على الرف مرة واحدة – اتذكر أني أتفقت معك أن تشتريه لي – عندما تكتمل تعويذتي
ولأنك لم تعد هنا
ولأني لم اعد أنتظر منك اقتسام المزيد من التعاويذ معي
رفعت الكتاب وقلبت فيه
ابتسامة تشبه تلك التي تملأ وجهي في عيد الأم
أوبعد ملاحظة سخيفة ينصحني بها أحد المهرجين الذين يمتلأ العالم بهم .
.كإبتسامة تشبه ذلك كله أغادر المكتبة دون ان اشتري الكتاب الذي أعرف فور تصفحه انه لم يكن كما ظننت .
وأن هوسي به لم يكن سوى وهم جديد وخيبة أمل أخرى
تكدست فوق أوراق وملفات موصومة داخلي بالشمع الأحمر الذي يحمل عبق الفراولة
ويضئ لي حجرتي في لحظات خاصة لها طعم البراح