عن دار ”الأهلية للنشر والتوزيع“ في عمّان صدرت حديثاً رواية «سيناريو» للروائي الفلسطيني سليم البيك.
في «سيناريو»، يلتقي كريم، الشخصية الرئيسية، بشارلوت، تعرّفه على ميلاني التي ستعرّفهما على ريما. في البيت والسينما، في شوارع ومقاهي مدينة باريس، يحكي كريم مع كل منهنّ، يحكي أكثر مع ريما القادمة من حيفا، يحكيان عن المدينة التي تَهجّر جدّه منها إلى سوريا، المدينة التي لا يعرف إن كان ينتمي إليها كما تنتمي ريما إليها. يُسائل نفسه عن علاقته بالمدينتين، باريس وحيفا، وبينهما المخيّم، عن علاقته بشارلوت التي قطعها حضور ريما، عن علاقته بريما التي قطعها حضور حيفا، عن النّص الذي لا يعرف إن كان يكتبه ليكون رواية أم سيناريو.
تقع الرواية في ١٨٨ صفحة، يواصل فيها سليم البيك طرح أسئلته التي تتعلّق بالمكان والهويّة والمنفى لدى فلسطيني سوري هو لاجئ عن البلدين، إنّما كحالة فردية هشّة حيث تكون الأسئلة التي يعيشها كريم شكلاً من أشكال القلق واللاطمأنينة التي تتخلّل يومياته وهواجسه ورغباته، في الأمكنة المذكورة أعلاه ومع النّساء واحتمالات أن يكون في علاقة مع كلّ منهنّ. يجري كل ذلك في مدينة باريس، في أحد أحياها، وفي أيام تكثّفت فيها اللقاءات والحوارات والأفكار والأحداث.
يُذكر أنّ مشروع رواية «سيناريو» قد نال منحتيْن من مؤسسة ”المورد الثقافي“ ومؤسسة ”اتجاهات-ثقافة مستقلة“، وأتت الرواية بعد «تذكرتان إلى صفورية» (٢٠١٧) التي نال مشروعها منحة من مؤسسة ”آفاق“، والمجموعة القصصية «كرز أو فاكهة حمراء للتشيزكيك» (٢٠١١) التي فازت بجائزة ”عبد المحسن القطان“ للكاتب الشاب، والمجموعة الشعرية الإيروتيكيّة «ليس عليكِ سوى الماء» (٢٠١٤).
سليم البيك روائي فلسطيني من سوريا، يحرّر مجلّة «رمّان» الثقافية ويكتب مقالات في الشأن الثقافي، كما يكتب النقد السينمائي في صحيفة «القدس العربي»، ويعيش حالياً في باريس.
يُذكر أن العديد من المراجعات النقدية كُتبت حول روايته الأولى، منها مقالة الناقد فيصل درّاج في صحيفة «الحياة» إذ كتب: ”اشتق سليم البيك، بشكل غير مسبوق، واقع الفلسطيني العام من قلق عالمه الداخلي لفلسطيني مخذول، قبل أن يشتقه من الذكريات والإرادة المتلعثمة. أضاف سليم البيك إلى رواية الفلسطينيين نصاً نثرياً واسعاً، يجدّد الكتابة والثقافة معاً، يجسّر المسافة بين ما كان وما يكون”.