بروكسلواز مجموعة قصصية لـ زهير كريم

بروكسلواز
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عن دار أثر للنشر والتوزيع تصدر قريبًا مجموعة “بوركسلواز” للروائي والقاص العراقي زهير كريم

 تتكون المجموعة من خمسة وثلاثين نصًا، أو حكاية، بثلاث عتبات نصية، تقع في 176 صفحة، النصوص متفاوتة في حجمها، من صفحتين إلى عشرين صفحة في بعض النصوص، لكن الشخصيات كلها تعيش في بروكسل، تجدر الإشارة إلى أن “بروكسلواز” تعبير بالفرنسية يعني سكان بروكسل، وهم مختلفون في أجناسهم وأعراقهم وألوانهم، وثقافاتهم، فهي مدينة ينصهر فيها الجميع.

تتناص المجموعة في مقاصدها الأساسية مع فعل الحكي في ألف ليلة وليلة، مع شهرزاد الحكاءة لكن هذه المرة هي شابة عشرينية، من أصل تونسي  تعيش في بروكسل، عاصمة بلجيكا. في الاستهلال  تطلب شهرزاد من راوٍ أن يسرد حكايتها، لأنها تقول (إننا نحن الشهرزاديات_ نرغب أن يُحكى عنّا، مثلما نحكي عن الآخرين) .

في النص الأول للمجموعة يظهر صوت الراوي الذي يقدم لنا  شهرزاد، طفولتها في تونس، ويحكي عن جدتها التي تعلمت منها   كيف تروي، عن رحلتها الى بروكسل، عن  ظروف الحياة الصعبة التي تجبرها على البحث عن عمل بعدما  انتهى عقدها، عن الفواتير التي عليها دفعها، ديونها التي تراكمت، حتى اضطرت للقبول بوظيفة غريبة، هي حكاية القصص لمرضى مسنين مشرفين على الموت، وهكذا تبدأ عملها. هنا ينتقل السرد إلى شهرزاد، التي تحكي كل يوم  حكاية.

أصبح وضع شهرزاد المادي ممتازًا، وفقًا للراتب والإكراميات الكبيرة التي يمنحها لها المستمعون، بينما الوقائع التي كانت تسردها توقظ في أجساد السادة والسيدات الطاقة، صحتهم النفسية على الأقل كانت تتحسن باستمرار، بدأوا يتخلون عن قنوطهم، متمسكين بحياتهم الجديدة الممتزجة بحيوات الشخصيات، بحكايات الحب والحكمة. وكانوا يتفاعلون فيضيفون للحكايات أحيانًا، تحرر خيالهم من الخوف وصار وجود شهرزاد مصيريًا لهم، إذ لم يعد أي منهم يشعر بالريبة من حياته، لكن الشيء المقلق حقا هو خوفهم من انقطاع حبل الحكايات، أو حبل الحياة كما صار يمثل لهم، لهذا كانوا يرددون دائما أمام الشابة الحكاءة: احكي يا شهرزاد، لا تغيبي يوماً من فضلك، لا تغيبي، احكي لأننا بدون الحكايات سوف نذهب الى الظلام. صحيح أن الحكايات في النهاية لا تمنح الخلود، لكنها تصنع ابتسامة طيبة قبل النقطة التي تُوضع في نهاية السطر

 في المجموعة قصص شخصياتها من بروكسل، تبدأ بأسطورة يتداولها الناس في المدينة عن الصبي البوال، وحكاية  عن سفيان وام البنين، الجيل الثالث من العرب المولودين في بلجيكا،  حكاية عن شاب تورط بالذهاب الى سورية والعراق في ظروف مفاجئة حتى وجد نفسه في الصحراء غير قادر على العودة، لكن الندم لا ينفع، حكاية عن كبار السن، الرجل الوحيد الذي يطلب من شركة صنع الدمى زوجة، شبيهة بزوجته الميتة لكي تؤنس وحدته، حكاية  عن المشردين، عن رجل الذي اكتشف أنه مجرد برغي في ماكينة تدور بدون رحمة، يترك عائلته ويذهب للعيش في الشارع،  حكاية عن الرجل الذي وجد كتابا، رواية  صحراء التتار في القطار، وغيرت حياته، محاولا الخروج من دائرة العبودية التي لم يكن منتبها لها.

حكايات عن نزلاء دور المسنين، والمشاهد الإنسانية التي يمكن رصدها في حياتهم،  الرجل الذي جاء من تشيلي إلى بروكسل قبل ثلاثين عامًا، والذي يموت وجيتاره في حضنه، حيث كان يدس القصاصات في صدور النساء في البارات الليلية، حكاية أخرى عن الشاب الافريقي الذي كان يبشر بهبوط المسيح في الشارع، وفي مصادفة يجده الراوي يبيع المخدرات في مكان آخر، حكاية كاثرين التي أصيبت بمرض نفسي بسبب رؤيتها  انفجارا عندما كانت تعمل صحفية  في بغداد، حكاية عن فرجينيا التي فشلت في إقامة علاقة حب ناضجة بعد معاشرتها لثلاثين رجل! حكاية لاجئ عراقي يعيش في بروكسل لكنه يعوي كل ليلةـ ولم يجد الطب له حلا، حكاية امرأة من بروكسل تقرر العيش في مكان هو عبارة عن مسطح مائي واسع، وتترك الحياة، وتعيش على صيد السمك بعيدا عن الناس، حكاية الرجل المكسيكي الذي يعمل في مكتب لدفن الموتى، حكايات أخرى كثيرة، كلها عن بشر يعيشون في بروكسل، لكنهم من اجناس وبلدان مختلفة

 زهير كريم روائي عراقي مقيم في بلجيكا. صدر له “قلب اللقلق” و”صائد الجثث”، “غيوم شمالية شرقية” و”خيوط الزعفران”، في الرواية. “ماكنة كبيرة تدهس المارة”، “فرقة العازفين الحزانى” و”رومانتيكا” في القصة و”أغاني الرمل والمانجو” في أدب الرحلات

مقالات من نفس القسم