فتحي مهذب
لماذ يسقط من فمك سمك نافق؟
ومن عينيك رأينا منامات الليلة الفائتة.
حيث ملابس الروح معلقة على حبل الهواجس.
سننقذ النهار من براثن التتار
سننقذ إوزة التفكير من ذئب الجنون
سننقذ مرآتك من خشخشة طائر العقعق
لا تخفوا قمر الشاعر في الإسطبل
ستطلع الشمس من قبعة المهرج
والذين دموعهم من ذهب
سينتشلون الغرقى
وفي الكنيسة مراكب مليئة بالقمح والنبيذ
لم يرنا يسوع آخر الأسبوع
دفنا أمنا أسفل البئر
يتبعنا نسر أسود ومعزون من القرون الوسطى
نهارك ضرير يركله سائق الباص
سمعت يدك تبكي في الخلوة
يدك مطر ناعم وموسيقى من الأرز
سمعنا أجراسك المكسورة في عز النوم
حبيبتي شجرة اللوز
سيمنحك المشنوق كأسا من الشمبانيا
لا تدلي الغراب على ديدان القلق المعرفي
سننقذ الضوء من المشنقة
الوردة من رائحة السحرة
نطرد اللصوص من غابة رأسك المهوشة
أيها الراعي أنقذ شياه مخيلتي من الذؤبان
ربما تكون الريح جديرة بالحكمة والتاج
ربما يهاجم ظلك سلاحف الشك
ربما يستيقظ شقيقك بأمطاره الحزينة
ينقذه الفلاسفة آخر المساء
بحبال أسئلة طويلة.
قلنا : البنادق نساء سمراوات
العميان يقطعون أصابعهم في المستشفى
النادل شجرة مريضة
والجلاس متوحشون جدا
سأقاتلهم هم وأشباحهم في حفلة التأبين.
ملأت البراهين بمياه المخيلة
أنا أعزب والطبيعة عزباء
علينا أن نتزوج ونعبر الجسر
لا يهم أن يكون العالم مليئا بالجواسيس والثيران
قلت للبابا في حفل زواجي : كن شجرة.
وآزرني الصليب في قاع النهر
الخيول تجر ضريحك في الجو
جسدك قرية مكتظة بالأسلاف
أيها العابر بسيف من الغبار
سنرضع حليب الأبدية ونتآخى
سنتوج بالفراغ الذي لا يبلى.