كان اليوم الموعود وخلقت البنت من جمود الصخر وغدر الريح
لكن فعلة الأب لم ترق للأم التي لم تستطع صبرا فحملت البنت بقماطها الصغير وتلت عليها عدة معوذات كانت قد تعلمتها من الجدة
تفتت الصخر وتبقت الروح على حافة القماط ، جمعتها الأم على يديها ونفخت فيها مجددا بعدما أشبعتها من كل المعزوفات التي كانت تحفظها
لم تحك الأم الحكاية أبدا لكنها كانت تتحسس معزوفاتها من الأصوات الخفيفة التي كانت تصدرها خصلات شعر البنت وقتما كانت تحفظ لها شعرها في جدائله الطويلة
كبرت البنت وهي لا تعرف سبب تلك الخفة التي كانت تتوق لها روحها رغم ثقل الجسد الذي تعرفه فقط من حكايات الأب الذي اعتقد أنه قد حفظ في جموده شرفها إلى الأبد
كانت تخرج لرعاية بطاتها في الصباح وتعود لهم في المساء لتصنع لهم بعض الحلوى على الرغم من علمها مدى كراهية أبيها لكل أنواع الحلوى
وفي إحدى المرات سقطت البنت في البحيرة حين حاولت إنقاذ إحدى بطاتها التي كاد العطش أن يفتك بها
رآها أحد الصبية فحاول إنقاذها ورمى نفسه معها
جمعتهما البحيرة في دوامة واحدة وابتسمت كالشيطان
كان الولد مصنوعا من السكر فذاب لكن بعدما أنقذها.
حزنت البنت التي انفكت ضفائرها بفعل الماء وانطلقت أصوات الموسيقى كلها من رأسها ، لم تصدق البنت ما سمعته خاصة حين عجزت أن تخلع بعض الصخر من جسدها لترميه في البحيرة غضبا منها على ضياع الولد
بكت البنت بكاء خالصا من الموسيقى حتى خرت لها الريح التي نفخت فيها أول مرة وأخبرتها أنها ستنفذ كل أوامرها على شرط أن تتوقف روحها عن العزف
وافقت البنت بعدما أمرت الريح أن تعيد لها الولد فأعادته مجددا ولكن على هيئة موسيقار …عزف روح البنت كلها مرة واحدة حتى انتهت وانتهى بعدها حين لم يجد ما يعزفه