سعيد حافظ: طه حسين ومحمد رفعت وسيد مكاوى جعلونى أفرح بعماى

سعيد ياسين
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاوره : البهاء حسين

حين سمعت سعيد حافظ باستديو الإذاعة المصرية، منذ عشر سنوات، شعرت أن شيئاً من حولى يرج المكان. كان صوته قوياً وجميلاً إلى درجة تعزيه حتى عن فقد البصر. لطالما اعتقدت أن صوت الإنسان آلة قائمة بذاتها، آلة قديمة والذى يتولى النفخ فيها هو الزمن.
صوتك هو ما مر بحلقك من فرح وألم ، أما صوت حافظ فهو الأشياء التى يسمعها ولا يستطيع أن يراها. مع ذلك لن تشعر معه بالحرمان، بالعكس ستحس أن صاحب الصوت قد رأى كل شىء وحوله إلى جمل موسيقية مشبعة .
الغريب أن صوته يكون أفضل عندما تسمعه على الطبيعة، من دون ميكروفون. كأنه سائل شديد الحساسية تجاه الأدوات الوسيطة. سعيد لم يكن مقدراً له سوى أن يغنى فى الهواء الطلق وينتظر. وقد كانت أغنية “يا حبيبى” أهم نقوط فى حصالته. عن نفسى تأكدت بعد سماعها من أن التنهيدة والدموع التى تترقرق فى العيون هى ما يعطى للأغنية حياة .
سعيد حافظ وسيد النقشبندى.. كلاهما يبتهل فى بيت من صفيح، أو فى بئر حزينة، وإن كانت بئر النقشبندى من غير قرار.
شىء أخير عن صوت حافظ.. أنه عبر بصاحبه اليأس. حافظ سيكمل الستين بعد شهرين، ولو أن من سر فى اجتياز الرجل عتمة هذه السنوات، فلأنه اجتازها متوكئاً على صوته. ثم.. من يقدر على إحالة صوت للتقاعد ؟
والآن إلى حوار طرفاه هما سعيد وحنجرته السخية، أما أنا فكنت معهما أسمع وأرى مكتفياً بتوجيه السؤال .
* قل لى: هل يضايقك أن أسأل عن مشاكل طفل كفيف ؟ أسأل عن الطفل سعيد حافظ؟
– ولماذا يضايقنى ذلك، اعتدت العمى والسؤال عنه منذ أن كنت فى الخامسة
* كيف فقدت بصرك يا شيخ سعيد ؟
– قنبلة، مخلفات الإنجليز كانت على مقربة من أيدينا فى الإسماعيلية، حيث ولدت. كنا نلعب أنا ومجموعة من الأطفال ووجدنا قنبلة تشبه كوز السالمون، وأثار فضولنا ما بداخلها.. ما عساه أن يكون. وقررنا أن نفتحها وفتحناها…
* وعينك ما تشوف إلا الضلمة ؟
– ( بضحك ) بالضبط، طارت القنبلة شظايا وأصابت كل حتة فى أجسامنا
* من منكم بادر بفتحها؟ أنت؟
– واحد اسمه أحمد الحداد، هو الذى فتحها فطيرت ذراعيه، وابنة عمتى أصابت الشظايا بطنها فماتت، وابن عمتى قطعت ذراعه، وأنا طبعاً أصابتنى فى عينىّ. رحنا بعدها المستشفى وادونا علاج أى كلام وانتهى الموضوع على كده .
* كيف كانت ردة فعل والدك، عندما رآك على هذه الهيئة ؟
– زعل طبعاً، لكن ما عزاه أن كل الأولاد حصل لهم ذلك
* ما أكثر شىء حرمت منه نتيجة وضعك الجديد ؟
– كنت صغيراً ولم أشعر بمسألة الحرمان هذه
* ألم تحرم من اللعب مثلاً ؟
– لا ، ظللت ألعب كأن شيئاً لم يحدث
* كيف ؟
– كنت شقى جداً وأنا صغير
* لكن كيف أتيح لهذه الشقاوة أن ترى النور؟
– مع الوقت تمرنت على الشارع، لم أهتم بمسألة أننى أصبحت أعمى، كنت أجرى فأصطدم بعامود مثلاً، وعليه أعرف فى المرة القادمة موضع العامود وأتفاداه.. وهكذا، أصبحت أذنى هى كل شىء..
* أصبحت ترى بأذنك !
– بالضبط، أصبحت أرى كل شىء بأذنى، تعودت على الشوارع بهذه الطريقة. حتى إننى أحببت بأذنى
* الأذن تعشق قبل العين أحياناً يا شيخ سعيد، وغالباً ما تعشق بنت الجيران ؟
– آه طبعاً، هى الآن جدة، كانت تذهب معى للكتاب وكان أخوها يلعب معنا. كانت “القصاصين” بالإسماعيلية أسرة واحدة
* فى هذه الأجواء، نحن نتحدث عن سنة 56 تقريباً..
– أيوة، الله يفتح عليك
* فى أجواء الحرب الثلاثية على مصر، جو العدوان هذا ما الذى تركه فى بيتكم ؟
– لم نشعر بها، لأننا كنا مختبئين فى البيوت
* ما الذى تذكره من هذه الفترة ؟
– ضرب الإرسال الإذاعى فى أبو زعبل، سمعنا أن الإذاعة سكتت، وعرفنا أن السبب هو ضرب محطة الإرسال، وكنا نسمع عبارات الجيش الوطنى، الحرس الوطنى ، وأشياء كهذه
* لم تشعروا بنقص فى التموين مثلاً ؟
– طبعاً، لكن كان كل واحد يعطى للآخر مما لديه، شاى.. سكر.. عيش.. جبنة قديمة، كانت مستورة
* فى أى شىء كان الوالد يعمل ؟
– كان قهوجى، كانت معه فلوس لا حصر لها
* وأين ذهبت ؟
– لم أسأل
* وكم كان يعطيك، مصروفاً ؟
– لم يكن يعطينى شيئاً، لكن أصدقاءه كانوا يعطوننى تعريفة، قرش صاغ
* فيم كنت تنفقه ؟
– زمان كان فيه حاجة حلوة أوى اسمها فروطّة.. نعناع، كنا نجيب طعمية، حاجات كده
* فى مرحلة لاحقة، هل استمرت معك شلة الطفولة ؟
– طبعاً
* ألم يعيرك أحد منهم بعماك ؟
– كانوا أحياناً يداعبوننى بشكل بايخ، كأن يضربنى أحدهم ثم يختفى وحين تعيينى الحيلة فى أن أعرفه، أقول: مين إللى ضربنى منكم، هاتقولوا ولا أدعى عليه ! فيبادر بالاعتراف، والغريبة أن الفاعل غالباً ما يكون من أعز أصدقائى !
* لكن لسان الأطفال زالف، حتى لو كانوا أصدقاء، ألم يعيرك أحدهم بهذه الحادثة ؟
– كتتير، لما كبرت، كان الأطفال عندما يروننى يقولون: وله وله دا ما بيشوفش يا يله، عارف عمو ما بيشوفش !
* ويضحك سعيد ضحكة طفل، قبل أن أسأله عن التعويض الذى حصل عليه فى المقابل ؟ تتحول الضحكة إلى رضى، ثم إلى امتنان وهو يقول:
– الصوت
* تشعر أن صوتك تعويض كاف عن فقد النظر؟
– إلى درجة أننى صرت فخوراً بأننى أعمى. ثم ( موجهاً الكلام لى ) ما انتو مفتحين، عملتوا إيه ؟! ( ثم ضحك سعيد وأكمل).. ربك بيعوض.. أنا فرحان أننى أعمى، لأن هذا يجعلنى مثل طه حسين ومحمد رفعت وعمار الشريعى وسيد مكاوى والشيخ إمام. هو حد يطول يبقى زى دول. حد يطول يبقى أعمى !! كل كفيف أعطاه الله شيئاً ياكل بيه عيش، وأنا أخذت الصوت
* وماذا عن شعراء الربابة فى القصاصين ؟
– دائماً كانوا يشحذون، كان الأهالى يرمون لهم الخبز والنقود من البلكونة ؟
* ألم يعلق بذاكرتك شىء من أشعارهم ؟
– كان لكل منهم اختصاص.. واحد يطبل، وواحد يغنى وواحد للربابة. وكان معهم حمار يحمل أشياءهم
* وماذا كانوا يقولون ؟
– ( مغنياً الكلام ) أصلى واسلم على النبى خير الأنبيا.. حاجات كده
* كلمنى عن والدتك، هل أحاطتك برعاية خاصة، بعدما حدث لك ؟
– أمى دى قصة لوحدها. كانت تشيلنى وتروح بى الكتاب كل يوم
* والوالد.. كيف تصرف فى مستقبلك ؟
– ذهب بى إلى الكتاب
* عند الشيخ محمد رشوان؟
– رجل عظيم
* ماذا تعلمت منه ؟
– كان يحب سماع صوتى، كان يجعلنى أثق فى نفسى، وهو يقول لى : إن شاء الله ستكون من أصحاب الشأن
* هل تشعر أن نبوءته تحققت ؟
– أنا راض عما حصلت عليه
* ما الذى بقى من الطفل للشيخ بداخلك ؟
– الموالد، زمان كانت القصاصين تمتاز بالموالد، خاصة مولد النبى، حيث تعقد حلقات الذكر، كنت أحضرها، قاعداً تحت رجلى أحد الشيوخ، ثم أقلده هو وآخرين
* مثل ؟
– كنت أقلد الشيخ عبدالرشيد فى القصاصين والشيخ حسن أبو سنة، والشيخ محمد الضوى. والشيخ سيد النقشبندى. التصقت بى رغبة أن أكون مثل هؤلاء
* ولم يكن ممكناً أن يحدث ذلك بعيداً عن القاهرة ؟
– جاء بى أبى للقاهرة سنة 1968، كانت لى خالة تسكن فى الخلفاوى، فسكنت إلى جوارها أنا وأمى وأبى الذى عمل غفيراً فى مخزن
* بعدما كان صاحب ملايين ؟
– الله يرحمه ويسامحه، صرف فلوسه على المخدرات. المخدرات كانت أيامها موضة. وكان شقى حبتين
* هل ورثت عنه شقاوته ؟
– ( بضحك ) لا ، ما ليش فى الشقاوة
* كم كان إيجار المسكن ؟
– سكنا فى غرفة بحمام مشترك، بـ 2 جنيه و34 قرش، وكانت صاحبة البيت تذل أمى كلما احتاجت للحمام ؟ كان اسمها أم عادل
* امتلاً صوت الشيخ الجالس إلى جوارى بالشجن وهو يتذكر تلك الأيام، ولكى أستعيده سألته عن نقطة التحول فى القاهرة، فرفع النظارة الشمسية فوق عينيه وقال :
– أنا كنت دائم الاستماع للراديو، وأول ما جيت هنا رحت لمبنى الإذاعة والتليفزيون، اشتركت مع الأستاذ عمر بطيشة فى برنامج ” على الناصية ”
* وأين كانت آمال فهمى ؟
– فى أجازة، المهم، أننى قلدت المشايخ فى البرنامج، وعندما نزلت القصاصين عملوا لى زفة، لأنهم سمعونى فى الراديو ؟
* كانت للراديو وقتها هيبة ؟ ما علينا.. هل تذكر هؤلاء الذين قلدتهم ؟
– الشيخ رفعت ومصطفى إسماعيل والنقشبندى
* كلمنى عن الإنشاد والابتهال فى هذه الفترة.. بعد النكسة ؟ ماذا كنتم تقولون ؟
– كان الشيخ نصر الدين طوبار أحسن من يقول الابتهال، وكان هناك الشيخ على محمود، والشيخ محمد الفيومى، كان هؤلاء يقولون الإنشاد الدينى فى صلاة الفجر، على الهواء مباشرة. أما سيد مكاوى فلحن أغانى دينية فى هذه الفترة. وكانت الموضوعات الغالبة هى الحض على الصلاة والذكر وبقية الموضوعات المعتادة
* سألتك عن نقطة التحول فى القاهرة ؟
– دخلت معهد الموسيقى العربية فى الإسعاف، وسمعنى واحد اسمه أحمد شفيق أبو عوف..
* ( مقاطعاً ) كان عميد المعهد يا شيخ سعيد، ورجل معروف، رحمه الله !
– هذا الرجل قبلنى فى المعهد رحمه الله وهناك أخذت فى تعلم المقامات، وعملت فى فرقة المعهد، كان اسمها ” فرقة السماح للموسيقى العربية “، فى التقليد أيضاً. غنيت لعبدالحليم وأم كلثوم وغيرهما
* ومتى انفصلت عن الآخرين وأصبحت تغنى بصوتك ؟
– احتاج هذا إلى وقت طويل. لكى أدخل الإذاعة وأغنى لنفسى، كانت مسألة صعبة. لكنى قدمت فى أحد الامتحانات وكان الأستاذ عبدالحميد نويرة هو رئيس اللجنة فسقطت..
* لماذا ؟
– قال: صوتى مش حلو. كان عايز إيه الراجل ده . ما تعرفش !!
* هل كانت بينكما ضغينة مثلاً ؟
– قالوا له إننى قليل أدب ؟ لكن كان لابد من العمل، من أجل لقمة العيش، فعملت فى شركة القاهرة للزيوت والصابون فى غمرة..
* ماذا كانت طبيعة عملك ؟
– تغليف وتعبئة، وأحياناً كنت أعمل فى السويتش . دخلت هذه الشركة عام 1971وبقيت فيها إلى أن قدمت استقالتى منها فى مطلع الثمانينيات
* لماذا استقلت ؟
– لم أشعر فيها بنفسى، المهم ذهبت للتليفزيون، لأسجل فى برنامج ” مواهب ” الذى كان يعده مصطفى سليمان، الله يمسيه بالخير حياً أو ميتاً ، المهم خدمونى وأخذوا الشريط وقدموه للجنة الاستماع فى التليفزيون. كتبوا فى الورق.. المطرب سعيد حسن حافظ، اعتمدته اللجنة بتاريخ 30 سبتمبر 1973، وهكذا أصبح من حقى الاشتراك فى البرامج ذات الطابع الدينى، كما قالوا . كانت هذه خطوة على الطريق . بعدها عملت مع الأستاذ إبراهيم رجب أحد الأوبريتات.. وأعطونى 40 جنيهاً عن دورى فيه
* ماذا فعلت بهذا المبلغ الكبير وقتها؟
– أعطيتهم لأمى، وكانت فرحانة جداً بيه. أما بالنسبة للإذاعة فقدمت طلباً آخر للاعتماد بها . تعرف مين إللى نجحنى ؟ مدحت عاصم . نجاحى فى الإذاعة شجعنى أجيب نص علشان أغنيه . المهم جاءنى الأستاذ إبراهيم رجب بنص اسمه يا خالق الخلق، لكننى لم أسجله، لأن ميزانية الإذاعة، كما قالوا ، خلصت . بعدها جاب لى المرحوم عزت الجاهلى نص من كلمات الشاعر محمد الشهاوى
* شاعر كفرالشيخ ؟
– أيوة، الله يفتح عليك، ولحنه الجاهلى وكان هذا أول شىء أغنيه بصوتى
* إذن اعتمدت كمطرب، بينما كنت، بدافع حبك للشيخ على محمود والفشنى، متجهاً للإنشاد الدينى. لماذا لم تستمر فى الغناء، وهى سكة أربح وأسرع ؟
– كنت أفكر فى الغناء طوال الوقت، كان الغناء بداخلى، لكننى قلت لنفسى عمرى ما ها ابقى عبدالحليم حافظ . أردت أن أكون الشيخ سعيد حافظ
* اعتمدت فى هذه الفترة أيضاً كمبتهل فى صلاة الفجر ؟
– نعم ذهبت لإذاعة القرآن الكريم فقالوا لى: قدم طلب، وبعد اعتماد الطلب دخلت الامتحان وكان الأستاذ محمود كامل والأستاذ أحمد صدقى هما اللجنة التى اعتمدتنى، وقدمت أول ابتهال، ما زلت اذكره : قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا…… وبت أشكو إلى مولاى ما أجد.
* قل لى : هل يكون للصوت فى الفجر وقع خاص ؟
– أهم شىء أن تنام مبكراً إذا كان وراك ابتهال. ما يميز الصوت هو حصوله على قدر كاف من الراحة، النوم المبكر يعطيك فرصة لتخمر صوتك..
* ما معنى تخمير الصوت ؟
– أن يظل لسانك فى فمك. لا يتكلم لفترة طويلة
* ماذا تفعل، لكى تحافظ على صوتك ؟ محمد عبدالوهاب كان يستخدم لبة رغيف الفينو ويدهنها بالعسل الأبيض، لصيانة الأوتار ؟
– هذا كلام فارغ
* يعنى وصفة عبدالوهاب فاشلة ؟
– زى إللى بيقول لك هات بصلة مشوية وطحينة وادهن حنجرتك، ده كله كلام فارغ، أهم حاجة هى راحة الصوت. عن نفسى لما بيكون عندى فجر لازم أنام كويس، ولما أصحى أتكلم بشويييش خالص، ثم قبل الفجر بساعة أبدأ أدندن…لازم، وامر على كل المقامات الموسيقية، رغم أننى سأبتهل لمدة 10 دقائق !
* وماذا عن الصوم، هل يشكل فارقاً فى الصوت ؟
– لا ، أنا سجلت وأنا صائم ولم يكن هناك فرق
* سجلت ” يا حبيبى ” مع محمد الحلو فى آية ظروف ؟
– الأغنية دى لها قصة.. قابلنى الحلو، قال لى.. هناك شغل أريدك فيه. ثم اتصل بى بعد 4 أشهر، وعرفت أنه يحتاج لـ 6 مشايخ يردون وراءه، فقلت له: ولماذا 6 أنا ممكن أردد لوحدى. وبالمناسبة لم يكن اسمها ” يا حبيبى كان زمان “، وكان فيها مقطع يقول: آه يا عينى ع الغرام، إللى راح منه وإللى فات، ياما دورنا ع الكلام، ما لقيناش غير الآهات. بعد ما غنيت أخذت 500 جنيه
* هل تشعر أنك وراء نجاح الأغنية ؟
– الكل يقول ذلك
* ومحمد الحلو ؟
– قال لى : إنه الفيلم ده كله معمول علشانك
* هذا اعتراف ضمنى ؟
– آه
* وما رأيك فى صوت الحلو ؟
– جميل
* وعلى الحجار ؟
– رجل عظيم
* ومحمد منير ؟
– محمد صاحبى، اشتغلت معاه
* وعمرو دياب ؟
– أجمل حاجة فى عمرو دياب، أنه لا يمكن تقليده
* أسألك عن خامة الصوت ؟
– أحب صوته هو حميد الشاعرى
* تامر حسنى ؟
– صوته جميل ؟
* يا راجل ؟
– عمره ما نشز، تامر هو مطرب هذا العصر
* عبدالحليم جيله يعنى !!
– بصراحة، أه ، وفيه ولد بيعجبنى صوته اسمه صابر الرباعى
* صابرمطرب كبير !
* تجربة أسبانيا وهولندا بالنسبة لك، غناؤك هناك رغم غربة اللسان.. كيف اتصوا بصوتك ؟
– رغم الفرقة المتواضعة التى تصحبنى إلى هذه البلدان، ورغم الحجاب الذى يقف بينى وبين الجمهور الغربى، رغم ذلك كله فإن أفضل الأمسيات تكون هناك، الجمهور هناك يعرف معنى الفن وأنا اكون على استعداد دائم لتلبية ذوقه الرفيع، فأعنى لهم ” القلب يعشق كل جميل ” ” سيرة الحب ”
* وما رأيك فى الغناء يا شيخ سعيد، هل هو حرام ؟
– الكل يقول ذلك
* أنا أريد رأيك أنت ؟
– والله هو خطأ وأنا تورطت فيه ، ماذا أفعل.. أكل غيش، وعموماً أنا أغنى اللون الدينى
* لكنك تغنى أحياناً أغانى عاطفية ؟ ألا تشعر بالتناقض !
– أكل عيش، لا يمكنك أن ترفض 4 آلاف يورو حين تعرض عليك
* هل يستعينون بترجمة لما تغنى فى الغرب ؟
– لا
* وأسمعنى حافظ مقطعاً من أغنية ” الأطلال “.. ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكاس لنا، ثم وهو يعلو بصوته المسجل على تليفونه المحمول، وهو يهم بأن يقول: هل رأى الحب سكارى مثلنا، لا بد أن تصيبك رعشة. حدث معى ذلك أنا وزميلى المصور أيمن حافظ ، وحدث ذلك أيضاً للجمهور الغربى، فقد كان يتمايل يميناً وشمالاً على الإيقاع وحلاوة الصوت والموسيقى. فى الفن لا تحتاج إلى الفهم، فقط تحتاج إلى التواصل وإلى فن جميل ! المهم سأعود، لأسأل حافظ عن صوته.. ما الذى يميزه ، النغمة ، المساحة ، القوة .. إلخ ، وهو بيقين يقول:
– ربنا عايز كده يا أخى
* أسألك عما يميز صوتك من وجهة نظرك، عن الجميل فيه ؟
– كله على بعضه، ثم لا تنس أننى أتمرن جيداً، وأنام جيداً
* وما الصوت النسائى المفضل لديك يا شيخ سعيد ؟
– ريهام عبدالحكيم
* هى أم آمال ماهر ؟
– صوت آمال الآخر هايل
* ألم يمد لك عمار الشريعى يده ؟
– علاقتى بعمار ملغية تماماً..
* لماذا ؟
– هو لا يؤمن بى كصوت، أنا زعلان منه على فكرة، كان يفترض أن يقف بجوارى ويجربنى، يقول لى خد دى، والله عرفت أغنيها عرفت، ما عرفتش، الله الغنى، لكنه لم يفعل، حتى فى الليالى المحمدية لم يستعن بى، كان دائماً يأتى بناس على مزاجه
* هل تعتقد أن هناك دافعاً ما لعدم تقديمه لك ؟
– لا أعرف، حاولت الاتصال به مراراً، لكنه لا يرد علىّ . حاولت التقرب منه، لكنه يتجاهلنى، وظنى أنه سيظل يتجاهلنى إلى يوم القيامة !
* ما الذى بقى من ذكراياتك مع الشيخ سيد مكاوى ؟
– الشيخ سيد حبيبى، كان يستأمننى على أدق أسراره . كان معجباً بى وبصوتى إلى أبعد حد
* ولدت فى العصر الملكى وعشت ثورتين وثلاثة حروب.. قل لى: لأى مرحلة تحن؟
– أيام عبدالناصر
* وما رأيك فيه ؟
– زعيم
* وحسنى مبارك ؟
– إتغرينا فيه
* ما أكثر ما فاجأك فيه ؟
– حكاية المليارات. ياما فكرت فى مقابلته، لكننى لم أعرف
* هل حاولت ؟
– كان من الصعب مقابلته
* ولماذا كنت تريد مقابلته ؟
– علشان يجيب لى شقة
* والثورة، هل أنت متفائل بها ؟
– مصر مش عجبانى، نفسى تستقر
* إزاى يا شيخ سعيد ؟
– كنا زمان لما حد يموت تلاقى كل الناس حواليه، دلوقت تلاقى جنازة جنب الحفلة..عادى. ده بيصوت وده بيزغرد. نفسى البلد تبقى كويسة
* لمن ستعطى صوتك من مرشحى الرئاسة ؟ هناك البرادعى وعمرو موسى وسليم العوا وعبدالمنعم أبو الفتوح وكتير غيرهم. هل سمعت بتوفيق عكاشة ؟
– لا
* ولمن تعطى صوتك ؟
– هناك خمسة بيعجبونى.. مصطفى بكرى
* مصطفى غير مرشح !
– وعاجبنى حمدين صباحى، وأيمن نور
* وماذا عن عمرو موسى والبرادعى ؟
– عمرو موسى ممتاز يا ياراجل، ياريت هو إللى يمسك ولا أخفى عليك سراً أنه سيحكم مصر. بكرة أفكرك
* هل هذه نبوءة ؟
– إحساس داخلى، ما تاخدش فى بالك، المهم أن هذا الرجل هو الذى سيحكم مصر
* ما المسجد الذى تشعر بارتياح فيه ؟
– السيدة نفيسة
* ألم تحلم بها، أو بغيرها من بيت آل النبوة ؟
– حلمت بالسيدة زينب، وبالنبى صلى الله عليه وسلم، أمسكت بلحيته وكان وراءه جيش
* ألم يكلمك ؟
– لا
* كيف كان شكله ؟ نور ؟
– كان طويلاً
* ما تواتر عن صفاته أنه كان ربعة !
– فى الحدود دى
* وماذا كان يفعل الجيش ؟
– كان ساكناً
* وكيف فسرت الحلم لنفسك ؟
– ربما أراد أن يقول لى: أكمل الطريق
* طريق الابتهال ؟
– طريق يارب
* هل تكرر الحلم بالرسول ؟
– مرة واحدة فقط
* وما رأيك فى النقشبندى ؟
– عظيم
* هناك من يعقد مقارنة بينك وبينه ؟
– ربما، كل الناس يقولون ذلك
* والطرق الصوفية، كيف تراها ؟
– لا أنتمى لأى طريقة
* أسألك عن رأيك فى هذه الطرق ؟
– لا أعرفها
* والإخوان ؟
– لا أعرفهم
* ولا السلفيين ؟
– ولا السلفيين
* ماذا تريد أن تفعل فيما بقى لك من عمر؟
– أنا عايز من ربنا يشفينى من السكر الملعون، الله يخرب بيته، لا أستطيع المشى على رجلىّ
* أنت سمين أزيد من اللازم ؟
– نفسى أخس
* بمن تتفاءل من المبتهلين اليوم ؟
– منتصر الأكرت
* ألم تتطلع لأن تكون قارئ قرآن، بدلاً من الابتهال ؟
– وأنا صغير كنت أقرأ فى الموالد مقابل جنيه فى الليلة، فى السبعينيات، لكنى لم أشعر أننى أمشى فى طريقى. أنا وجدت نفسى فى الابتهال
* أظن لهذا السبب تحول الشيخ نصرالدين طوبار إلى الابتهال ؟
– أعتقد
* وحياتك الأسرية، هل أنت راض عنها ؟
– والله بينى وبينك أنا مش مبسوط من الجواز. كان أملى أتزوج واحدة تحبنى لشخصى ، وتساعدنى كشخص كفيف يريد أن يكمل ما بقى له من العمر من غير بهدلة، لكننى لم أعرف شيئاً من ذلك مع زوجتى، سامحها الله
* ما السورة التى تداوم على سماعها فى القرآن ؟
– أحب الاستماع لصوت الشيخ المنشاوى
* محمد صديق المنشاوى، البكاء، الحزين بالفطرة ؟
– يا سلام
* وما رأيك فى صوت أخيه محمود ؟
– لا يشبه الشيخ محمد
* هل استمعت لأبيهم الشيخ سيد ؟
– لا
* وما رأيك فى الشيخ عبدالباسط ؟
– كنت دائم الاستماع له خاصة عندما يقرأ قصار السور
* والطبلاوى ؟
– كان له مجده، كانت الناس تمشى وراءه بتسجيلات
* والشيخ رفعت ؟
– رمضان، الشيخ رفعت يعنى شهر رمضان
* ومصطفى إسماعيل ؟
– كان التروماى يقف عندما يقرأ
* كيف ؟
– كان السائقون يقفون عند سماعه
* فى أى منطقة ؟
– بولاق أبو العلا
* شاركت إيمان البحر درويش الغناء..
– ووردة
* ماذا غنيت معها ؟
– يا ليلى يا عينى من ده الغرام
* وما رأيك فى صوتها ؟
– يا سلام
* كل الأصوات بالنسبة لك حلوة ؟
– بليغ حمدى لحن لها أجمل الأغنيات
* ستحال للتقاعد بعد شهرين، هل جرت هذه السنوات بسرعة البرق ؟ ما شعورك تجاه الزمن ؟
– أسرع من البرق، مع ذلك أشعر أننى فى الطفولة الآن، ولولا تعب رجلىّ ، لشعرت أننى أبدأ من جديد
* وما الذى تحن له ؟
– القصاصين، أصحابى
* مسقط الرأس ؟
– كانت كل حاجة حلوة، كنا نتفسح فى القرافة
* وما الذى لم تحققه وما زلت تنتظره ؟
– أن يدعونى الرسول للبيت .

مقالات من نفس القسم