ميرال الطحاوي: أيام الشمس المشرقة محاولة للنجاة والأدب العربي تأثيره ضعيف

ميرال الطحاوي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

حاورتها: رنا أشرف

مؤخرًا صدرت للروائية ميرال الطحاوي رواية “أيام الشمس المشرقة”، فقد حاولت من خلالها الحديث عن تلك المعاناة التي يواجهها كل من يقرر خوض مغامرة الهجرة.
رغم أن ميرال الطحاوي في روايتها قد رسمت مدينة شبه متخيلة إلا إنها استطاعت من خلالها الكتابة عن كل أولئك الذين بحثوا عن حياة جديدة أملا في شمس مشرقة جديدة. لذلك كان هذا الحوار الذي من خلاله حاولنا الاقتراب أكثر من التجربة التي عاشتها الطحاوي أثناء كتابة روايتها الأخيرة بعد توقف طويل عن كتابة الأدب.

في البداية أريد أن أعرف من أين جاءتك فكرة الرواية؟

بدأت كتابة الرواية منذ 5 سنوات أو 6 سنوات؛ أي منذ عام 2015 تقريبا وكنت أمر بظروف كثيرة، فهي أول رواية أقوم بكتابتها على دفعات، فكنت أكتب وأرجع لها مرة أخرى، وكل فصل داخلها أخذ وقته وكأنه رواية منفصلة حتى ظهرت بهذا المظهر الجداري فالرواية عبارة عن بورتريه أو جدارية تعبر عن المهاجرين في منطقة هامشية، فهم يعيشوا حياة هامشية وهذا بالطبع ليس وضع كل اللاجئين أو المهاجرين ولكن هذا وضع السنوات الأخيرة بعد تفاقم مسألة الهجرة و قوارب الموت التي حملت الأسيويين و الأفارقة والعرب، نتيجة الحروب الموجودة في الشرق الأوسط والتي أدت إلى موجات كبيرة من الهجرات وأدى ذلك إلى هجرة غير صحية، لأن الناس تهاجر وتعيش داخل أماكن فقيرة تحت ظروف غير إنسانية فيها أشياء غير الهجرات أو غير الموجات السابقة وأوضاع محزنة جدا، فظروف العالم من القارة الأم التي تطرد أبنائها إلى الشرق الأوسط المليء بالمشاكل وكذلك شرق أوروبا.
روايتي هي البحث عن النجاة في الشاطئ الآخر، وهي محاولات كل الناس للنجاة، فهي رواية عن النجاة وليس الهجرة فالإنسان دائمًا يشعر أن ظروفه ببلده غير إنسانية ولكنه لا يعرف إلى أين سيتجه، ولا أحد يخبره بما سيواجهه ولكن هناك آخرون عبروا الضفة قبله من الممكن أن يخبروه بشكل الحياة.

لم يصدر لك لسنوات أي عمل أدبي.. ما سبب توقفك عن الكتابة؟
لم أتوقف عن الكتابة إذ كنت أحضر للدكتوراه، بجانب إصدار ثلاثة كتب أكاديمية، لذلك أن توقفت عن كتابة الروايات لكني لم أتوقف عن الكتابة بشكل عام، فعندما سافرت كنت طالبة دكتوراة ومن المفترض أعين وأنشر أبحاث ودراسات وأكتب باللغة الإنجليزية، وأشارك في دوريات وأثبت في عملي وأتعلم كيف أدرس لأن التدريس هناك يكون بعد فترات طويلة، إذ كنت أدرس كل عام في إحدى الجامعات الكبرى بأمريكا، وهذه الحياة بطبيعتها جعلتني أترك الكتابة الإبداعية قليلا، وقد بدأت رواية أيام الشمس المشرقة في عام 2015 بعد بروكلين هايتس بالعديد من السنوات وكل مرة أقوم بالترتيب للكتابة، ولكني أجد نفسي ملزمة بأعمال أخرى وأولويات، فأنا لا أعمل كاتبة بل أعمل أم فتلك التوازنات أحاول تقديمها، خاصة أنني أم بمفردي وفي غربة، لذلك لدي أولويات وأولوياتي أن أصنع بيت لابني وأن أعلمه اللغة فكانت دائما أكتب الرواية في ساعات الليل، وأجلس مع نفسي ومع ميرال الكاتبة، وقد نحيت ميرال الكاتبة، ووضعت أولوية للباحثة والدكتورة الجامعية فكل شخص وخاصة المرأة يأتي عليها وقت ويكون هناك أدوار أخرى أهم في الحياة، لأن الكتابة في نهاية الأمر عمرها ما كانت مصدر لأكل العيش ولا أستطيع الاعتماد عليها.

هل الأدب العربي له تأثير في الغرب حاليًا؟
من الصعب الحديث عن تأثير ولكن إذا كان هناك تأثير فسيكون لألف ليلة وليلة، والتي مازالت مصدر من مصادر التأثر والانبهار، وكذلك الكلاسيكيات والكتابات الصوفية وابن عربي، فمن الممكن أن تكون الكتابات ذو تأثير ولكن الأدب العربي له وجود لكنه ضعيف؛ لذلك وطمح أن يكون هناك توسع بين جهتين في ترجمة الآداب العالمية للعربية وترجمة الأدب العربي للغات الأخرى، فنحن نريد أن نكون في قلب الثقافة العالمية ولا نستطيع أن نكون في قلبها دون أن نعرف ما يكتبه غيرنا وأن يكون هناك حركة ترجمة نشطة من الجانبين.

إذًا كيف يتم استقبال الأدب العربي في الغرب؟

صعب أن يكون هناك ترحيب للأدب العربي ولكن بعض الروايات وصلت لجوائز قيمة سواء لكتاب من أصول عربية أو لكتاب كتبوا بالعربية، وقد رشحت كتاباتهم لجوائز البوكر أو لجائزة الترجمة الأمريكية أو لجائزة الكتاب الأمريكي، فذلك لم يحدث إلا في العشر سنوات الأخيرة فلا نجد اسم عربي فقط ولكن نجد اسم أسيوي أو هندي، فقد ففازت بالبوكر هذا العام هندية وقد كتبت باللغة الهندية؛ لذلك أصبح هناك انفتاح على الثقافات الأخرى في العالم، الذي تغير، والجيل الثاني أيضا من الأصول العربية، فقد أصبحوا يحبون قراءة الأدب العربي والمترجم منه.

أيام الشمس المشرقة، لم تكن سوى مدينة متخيلة لماذا لم تذكري بلدة بعينها؟

أردت أن أحايد المكان لأني قد رأيته في أماكن كثيرة داخل أمريكا أو كندا أو أستراليا ومن الممكن أن يراه هؤلاء الذين يعبرون نحو إيطاليا، فقد سمعت عن جزر بها نفس الطبيعة الجغرافية للأماكن التي يطلق عليها المحطة الأولى، والتي يقع فيها المهاجرون، فهي بلدة حدودية وطبيعتها الجغرافية فيها منافذ للهروب ومنافذ لكي تختفي منها الناس لأنها منطقة جبلية؛ أي أن مركزية الدولة غير ممتدة عليها وذلك ما يحدث لكل المدن التي يذهب إليها تجار البشر، إذ تكون الحكومة المركزية أقل تحكم، وهنا يظهر دور تجار البشر والهجرة غير المشروعة لأن هناك مستعمرات ومدن معروفة للجميع أنها كارثية، وأنا أردت أن أعمم المسألة لأنها ليست مرتبطة ببلدة واحدة.

هل تتأثرين بشخصيات رواياتك؟

لا أتاثر بالشخصيات فبمجرد أن أكتب أتخلص من تلك الطاقة ومن الممكن أن أتأثر قبل الكتابة أو في لحظات الكتابة لأن الشخصية تكون مسيطرة على الكاتب مثل الممثل تمامًا، لكن بمجرد الانتهاء من كتابتها فأنت تفكر في شخصية أخرى، ولذلك تكون هناك استمرارية في الكتابة ومن المستحيل هنا أن يكون الشخص سجينًا لشخصياته.

أخيرًا ما هي أعمالك القادمة؟

دائمًا ما أخرج من حالة الرواية لحالة كتاب والعكس وأنا لدي كتاب عن كتابات المرأة في العالم العربي وهن جزء من “الكورسات” التي أدرسها فأنا أُدرس الأدب العربي الحديث وكذلك كتابات المرأة، وسيكون كتاب أكاديمي أدرسه للطلبة.

 

عودة إلى الملف

مقالات من نفس القسم