سيترك فجوة في مكانه.
كانت جذوره فيك، ودمك كان فيه.
لا تحزن على عدم استقامة صف الأضراس،
وابتسم لدمك الذى يغذي الأضراس الضاربة في العمق.
(2) الشارع
أنت أيها الوحيد المتفرد،
يا من تنهشه الغربة بأسنانها الصدئة.
هل نظرت يوما إلى هذا الشارع المستوي،
والناس تدوسه بالأقدام؟
عند الفجر يكاد أن يكون الشارع وحيدا.
لماذا؟
إنه يلتقط أنفاسه ويستعد ليوم جديد،
تدوسه فيه الأقدام.
(3) عتاب
تُعنِّف أباك لأنه لم يبن لك شقة تكمل فيها نصف دينك.
أقول لك إنني منذ أعوام طويلة رأيت أباك:
كان يُعنف أباه لأنه لم يبن له حجرة يكمل فيها نصف دينه.
ومنذ أعوام أطول كثيرا رأيت جدك:
كان يُعنف أباه لأنه لم يُقم ذلك الجدار الطيني
الذي سقط ذات ليلة من ليالي الشتاء.
(4) هذا الشيء
تُعانق هذا الصديق الحميم الذي تحبه، وهذا الشيء الواقف على القرب يرقبكما.
تُسلّم على حبيبك، تحاول أن تقطف ثمار اللحظة. رغم هذا الشيء الذي يرصدكما.
تختبئ في حضن أمك، ذي الرائحة الحريفة، وتدخل في قلب قلبها،
فتجد أن الشيء نفسه ينتظر في عينيك.
تفرح بعد نجاح طالما انتظرته، والشيء هو هو يربض خلفك.
لك بعد كل هذا أن تسأل:
من زرع هذا الشيء فى هذه الأرض بالذات؟
من جاء بك أيها الشيء الصديق؟!
(5) معرفة
تفتح الباب مرات ومرات.
تنظر من النافذة مرات ومرات.
تتصفح عشرات الكتب.
تبحلق في وجوه بنات جميلات.
للآن لم تعرف:
الباب يفتحك.
النافذة تنظرك.
الكتب تقرؤك.
وجوه الجميلات مرايا.
(6) السوق
في قلبك ضوضاء وزحام، كقلب السوق تماما.
انظر حين ينفضُّ السوق،
ويرجع الناس إلى بيوتهم:
تخلو الأرض، وينتهي البيع والشراء..
يعود الحفيف للشجر،
واللوحات العبقرية للسماء،
والموسيقى لليل.
وأنت – لابد- لنفسك.
(7) تراب
حفنة من تراب،
مجرد حفنة من تراب تملأ بها يديك،
ثم ترسلها رذاذا في الريح.
آه لو تعلم..
قبِّل هذا التراب ولا تنثره هباء.
لا تجعل دموعك تسقط عليه فيصبح طينا.
توسّد هذا التراب،
وابعث لمن تُحب السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روائي وقاص مصري