إيمان أحيا
بلغت الثامنة عشر، قادوني إلى مكان حيث قاضٍ وحُكم، أنظر في وجوه الجميع علني أجد تفسيرا أو إجابة لأحد تلك الملايين من الأسئلة التي تطن في رأسي، عن أي جرم تسوقوني لحكم؟ أم أنها خدعة ؟ نعم بالطبع، فلا يمكن أن تكون هذه هدية ميلاد،
أوقفوني أمامه فجاء صوته: حكمت المحكمة حضوريا على المتهم الماثل أمامنا ” بالموت على قيد الحياة”، ما كان ممكنا أن يكون الصمت تعبيرا بدل الصراخ هنا: لماذا؟ أصرخ ولكن عبثا كمن يصرخ داخل كابوس لا يسمع حتى صوته هو، وما من إجابة تأتي، ركعت عنوة ، جور، جهل بتهمة ورجوته : فلتكن هذه آخر أمنياتي أيها القاضي: ما هي تهمتي ؟ وكيف يُنفذ هذا الحكم؟
فأجابني متكرما: ألست أحد سكان هذه المدينة ؟ قلت: بلى سيدي، فاستطرد: فهذا قانونها، وأما التنفيذ فيكفي أن تنظر في وجوههم وهي كفيلة بتعليمك ..