لمـــاذا ؟!
ليس للحزن مكان في صباحاتي
فلماذا يتمطى حولي
بكل هذه البلادة ؟!
تكويــــن
حين جف ماء وجهه
تشققت روحها
انحنت
تقرأ باسم رب خلقنا من تراب
جنائــــن
أيها الرجل الجميل
ادخل إلى جنتي
راضياً مرضياً
استرح في حدائقي
تنسم عبير أشجاري
ثم
امض إلى زمانك
ثمة قصيدة
سأكتبها وحدي
سعــــادة
أن أفهمك خطأ
متعة لروحي
أن أفهمك صح
هذا هو الشقاء
تعــويــض
منهك الحب في وطني
وطن الحاجات القليلة
المعقدة والمفتقدة
قاس
أن يصبح الحب
تعويضاً لكل الاحتياجات
عدا الحاجة للحب
تحـــــــول
ما عاد القميص الذي أرتدي ملائماً
أفكاري أيضاً فقدت نضارتها
كأن الطقس تغير
للكون بريق آخر
ومازلت
كلما أنهض
ينتفض الغبار من حولي
خيــــلاء
يستهويه انعكاس طيفه
على مرآة روحها
فيتوهم امتلاكها
صـــلاة ربيـــة
أبانا الذي لا تسمعنا
أعطنا متعاً كفاف يومنا
واغفر لنا طموحاتنا
إن فاقت ضمائرنا
فعــل الندامــــة
ربي وإلهي
إليك أعود
لا طلباً للرحمة
ولا طمعاً بالنعيم
ربي وإلهي
إليك أعود
مشتاقة لأخطائي الصغيرة
ربِ
لا تجنبني التجربة
مستجــد على المهنة
اليوم مارستْ طقوس الكتابة
كأي صعلوك مستجد على المهنة
جلستْ في المقهى
أشعلتْ سيجارة
نفثتْ الدخان في الأرجاء
مزمزتْ مرارة البن
ركزتْ النظر
عدلت جلستها أكثر من مرة
تأملت قليلاً ..
راحت تكتب قصيدة …
مذهل احتجاج الكلمات على سوء التعبير
المشاعر المبهمة لا تليق بالقضايا الكبرى
ضــد الملل
آيها الآب السماوي
يا أبت
كل صلاة يرتفع دعائي كالبخور إليك
قبل النوم
أتلو فعل الندامة على ما سأفعل
بعد النوم
أتلو صلاة الشكر
على كل ما فعلت وتفعل
كل صلاة يا رب كل صلاة
أُسبح لك …
ألم تملَّ ؟!
ألم أملّ ؟
غفــوة
يغفو على كتفها
ينسدل سعف النخيل على زهر الكباد
تستريح الحدائق في عينيه
يسهو المؤذن ..
ولا يقبل الصباح
شهــوة
يغلي .. دمي
يحرقني
يوقد شهوتي لإحراق هذا العالم
اندلع ناراً
ومعي الخراب
رماد بامتداد الأرض يرشفني
من احرق العالم قبلي وأورثني كل هذا الدمار ؟
سريــــع الـذوبان
كحبة الشكولاته
تذوب على طرف لساني
هكذا قلبي كلما
طالعتني بغتة عيناك
تـخريــب
يجب أن تعترف
صفاؤه النادر
فجّر بوحها الحر
عند النقطة الفاصلة بين البوح والوله
رقص قلبها الأرعن
خرب نقاءه
وأوقع بوحها في الأسر
أسراب النــحل
أيكفي أن تتنهد
ليبرعم حطب الكرمة ؟
أيكفي أن تشهق بالنشوة ؟
لتزحف أسراب النحل إلى السرير
جســــــد
مهلاً
برؤوس الأصابع لملم
الأشلاء المبعثرة
برفق ..
ترفق
هذا جسد معجون بالقبلات والحنين
لملمه برقة
كان قبل قليل يغني
لا ترمه في خبر عاجل
هذه حياة وتاريخ
لا رقماً ولا نكرة
من ضحايا الحقد المفخخ
فظاعة مأساته لا تصلح لصورة صحفية
هذا الجسد المتناثر
وطن
وطن .. يتفجر
مفاجأة الرمـــان
في غفلة من الصيف
فاجأته ثمار الرمان
تغالب الخجل
تتفتح تارة كثغر الوليد
وأخرى مضمومة كالأسرار
البركان الكامن فيه يتفجر
متى أزهر؟
متى انعقد؟
متى أينع؟
من أشعل كل هذا الأحمر في الرمان ؟
كبرت يا صغيرة
وأيلول لم يأت بعد
ماذا تفعلين عند باب الدكان ؟
خصـــام
كل فجر
مؤذن الحي يعيد ويكرر
“الصلاة خير من النوم”
وأنا للنوم أصلي
لا تخاصمني اليوم ككل يوم
أتيكيـــت
لا تلتهم قطعة البسكويت بشراهة
هشاشتها لا تحتمل كل هذا الجوع
غمّسها بالخمر
تحسسها برقة
امنحها بعض الوقت
لتذوب على شفتيك بكل ما لديها من عشق
أتعرفونــهم ؟
لا أشعر بعيونهم تراقبني
لا أصادفهم عند مدخل البناء
لا يدعونني إلى فنجان القهوة
لا اسمع أنفاسهم في خط الهاتف
لا يسألون عني الجيران
لا المحهم ولا أعرف وجوههم
لكنهم هنا فوق صدري
جاثمون
يعتقلون أنفاسي
ــــــــــــــــــــــــــ
* من ديوان (رمان) الصادر عن شركة رياض نجيب الريس بيروت 2008
* شاعرة سورية
خاص الكتابة