راكب الحصان وقصائد أخرى

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

الشاعر الإسباني غراسيا لوركا

أغنية راكب الحصان

قرطبة.

نائية ووحيدة.

 

قمرٌ مكتمل، مهر أسود،

أشجار زيتون تلامس سرجي.

مع أنني أعرف كل الطرق

لكنني لن أصل إلى قرطبة.

 

عبر النسائم، عبر الوادي،

 قمر أحمر، مهر أسود.

الموت ينظر إليّ

من أبراج قرطبة.

 

آه، ما أطول الطريق!

آه، يا مهري المقدام!

آه، الموت في انتظاري،

قبل أن أصل إلى قرطبة.

 

قرطبة.

نائية ووحيدة.

 

أغنية شجرة البرتقال العقيمة

أيها الحَطّاب،

افصلْ ظٍلّي عنّي.

خلّصْني من عذابِ

رؤيةِ نفسي بلا ثمر.

 

لماذا ولدت بين المرايا؟

ضوء النهار يدور حولي

والليل ينسخ صورتي

في أبراجه جميعا.

 

أريد أن أعيشَ دون أن أرى نفسي.

سوف أحلم أنّ قشورَ الثمار

والحشرات هي طيوري

وأوراقي.

 

أيها الحَطّاب،

افصلْ ظٍلّي عنّي.

خلّصْني من عذابِ

رؤيةِ نفسي بلا ثمر.

 

 

القمر يستيقظ

حين يبحر  القمر

تتلاشى الأجراس  في السكون

و تبرز المسالك 

التي لا يمكن اختراقها.

 

حين يبحر  القمر

تُخْفي المياهُ وجهَ  الأرض،

يُحِسّ القلبُ كأنه جزيرة

وسطَ الصمت اللانهائي.

 

لا أحد يأكل برتقالة

تحت القمر المكتمل.

ويُسْتَحْسَن ساعتَها تناولُ

فاكهةٍ  خضراءَ باردة.

 

حين يبحرُ القمر

مع مائةٍ من الوجوه المتماثلة،

فإن القطع النقدية الفضية

تنفجر باكيةً في جيبك

——————————–

يعتبر فيديريكو غارسيا لوركا أعظم شاعر وكاتب مسرحي إسباني في القرن العشرين. ولد لوركا في 5 حزيران 1898، في قرية  قريبة من غرناطة. وكان والده يمتلك مزرعة وبيت كبيراً.  أمّا والدته فقد كانت عازفة بيانو.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، دخل غارسيا لوركا الجامعة  لدراسة القانون. بيد أنه ترك الدراسة الجامعية في عام 1919 وانتقل إلى مدريد، واستقر هناك لمدة 15 عاما، حيث كرس نفسه للكتابة والرسم. وكان يقوم بتنظيم العروض المسرحية، وقراءة الشعر، كما اهتم بجمع الأغاني الشعبية. في عام 1920 كتب مسرحية “لعنة الفراشة” التي أثارت ضجة كبيرة. وفي العام التالي صدر له ديوان شعري يرتبط بالفولكلور الإسباني بعنوان “كتاب قصائد.” وقد تأثرت أعماله بالثقافة الغجرية وموسيقى الفلامنكو الأندلسية. ارتبط غارسيا لوركا بعلاقة صداقة بالرسام الشهير سلفادور دالي وبمنتج الأفلام لويس بونويل اللذين تعرف من خلالهما على المدرسة السريالية. وفي عام 1928 صدر له كتاب “أغاني الغجر” الذي جلب له شهرة واسعة ووضعه في مصافّ كبار الكتاب.

في عام 1929 سافر غارسيا لوركا إلى نيويورك. لكنه عاد إلى إسبانيا في العام التالي بعد إعلان الجمهورية الإسبانية، حيث شارك في المؤتمر الثاني لاتحاد الطلبة من أصول إسبانية في أواخر عام 1931. وقد أقر المؤتمر بناء “الباراك” أو “الكوخ” في وسط مدريد. ولم يلبث الكوخ أن تحول إلى شركة للمسرح المتنقل راحت تتجول بين المدن والقرى الإسبانية وتقدم عروضها في الميادين والساحات العامة. وقد قامت الشركة بتقديم أعمال لوركا التراجيدية الثلاثة المشهورة، “عرس الدم” (1933) و”يرما” (1934) و “بيت برناردا ألبا” (1936).

 

لدى اندلاع الحرب الأهلية كان غارسيا لوركا يختبئ في منزله الريفي في كاليجونز دي غارسيا. لكن جنود فرانكو تمكنوا من اعتقاله في أواخر تموز 1936، ثم قتلوه بعد بضعة أيام. ولا يعرف أحد أين دفنت جثته. وقد أحرقت كتبه في غرناطة ثم صدر بعد ذلك أمر بحظرها تماماً.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم