وردةٌ لا ترتعش

عامر الطيب
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عامر الطيب 

الرَّحيلُ يحدثُ مرتين

في المرة الواحدة، ميتات المرء

وحيواته

تلتفُّ كالعشبِ حول أسنان الجزازةِ

وفي الجهة المقابلة

أنا شفافٌ للحدّ

الذي أبصرهما يخترقان جَسدي الهوائي

ويعلَقان بظلالي .

 

 

أشعلتُ المصباحَ

لأرى الجنونَ الذي أوليته الرعاية

كولدي الصغير

أطبقتُ جفنيه، قبّلتُ

جبينه

وقلتُ له نمْ

أنا ذاهب إلى الشاطئ لكن دون أن ترافقني

هذه المرة

لأني ما التحق بي رفاقي الأفذاذ

أخشى أن تعقَل .

 

 

على السلالم أفكرُ

وأنا أنقلُ خطوتي لو كنتِ

فقاعةً فستكبرين في العتمة،

 تهبك النجوم

حجما إضافياً ولامعاً،

أحدقُ بكِ بدقة

ثم من أجل الكتابة أقول

لو كنتِ كلمة ضائعة

هل ستعودين آخر الظلام الموحش

إلى طرف لساني المترجرج

أو للبيت ؟

 

 

أستسرّ أصدقائي مجدداً

وأسألهم هل ثمة أدلة جديدة

على وجود الرب؟

لقد مضى ذلك الزمن الذي كنا نتجادلُ فيه

بغية معرفة أين تقطن

الآلهة؟ وما الذي تفعله في أوقات فراغها

سوى أنها قذفتنا

في الجلبة و سدت آذانها ..

نتبادل الأنظار بعدئذ مع غروب بيوتنا

لعلنا نعثر على جسدٍ

إلهي لا يمحى حين نتلمسه

ثم حين تدمع عينا أي أحد منا

يلتمع الربْ .

 

تكدحين عبر العديد

من قصصِ الحب

لمعرفة ما الذي يلفتُ الرجلَ

القلب أو المؤخرة؟

حين تنطفئ شموع الصالة

أين سيدسُ يده أولا؟

لكن السؤال

ما الذي سيأسف على أنه

خرّبه ولم يعتنِ به؟

عبر العديد من قصص الحب

تراجعين نفسك أخيراً :

ما الذي نحمله كجذرٍ متسخ بالدفء

حتى نتعرى؟

 

 

رسائلي رسائل أشخاص

وحيدين يطيرونها في الضباب

كأجنحة ميتة

يدعونها تتدبر طريقها وحدها ..

أسمع بكاء الأحرف المطاردة

والجمل الممحوة

لكن لم لا أسمع بكاء الكلمة العالقة

كبذرة تفاح في سكين؟

 

 

عبر الصوت الذي أحبه

غفرت للأصوات التي لم تستهوني،

عبر النشيد

نسيتُ الحياة كعباءة العجوز

على السياج،

خلفتُ جراحي غير دامية

وهجرت الغابة..

ثمّ عبر الحبِ وحده

تركتُ لكِ موتاً صغيراً

في الثلاجة

وأرجو أن تبالغي برعايته

لئلا يموتَ من البرد فقط .

 

 

لقد ذهبَ الرجلُ

الذي كنتُهُ إلى الحرب

وظللتُ أحرس عينيه الشاخصتين

على الباب

أظن أنه سيفكر بالعودة

لو لم يكن قد ماتَ..

الحياة مثيرة للإعجاب كالمعجزة

وها أنا ألمح الطيور

تنبش جثته

ولن أفزعها

مع احتمال أنه قد نسي البندقيةَ بيدي .

 

 

ما الحياة وما الموت؟

لألف مرة قبل أن تتحطم قدماك

بسبب الإفراط في السرعة

كنتَ تسألني

ثم سيأتي الوقت لأجيبك

وحين يحلّ المساء

أنسى ما قلته ..

ما الحياة وما الموت؟

ينبغي أن نتعرفَ عليهما مثل رجل

يدعى فرانسس كافكا

وعلى أية حال

سنسندك على الحائط حين تموت

ثم نتدبر فكرة

أن تعتبرك العصفورةُ

تمثالاً.

 

 

حين كانت تمطر

ويداك مكتوفتان

أتذكر كيف مددتَ يدك

ولمستَ الماء..

كانت الجماهير تصرخ

دون هوادة

الحرية، الحرية..

هل نالت الجماهير ما ابتغته؟

أخشى أن تصمتَ

فتكون فاقداً للحس

أو تردّ علي

فتبدو ماركسيًا إلى الأبد .

 

نبتَ العشبُ في المكان

الذي يكفي لأن نتمددَ به، الأذرع فقدت

القدرة على ملاحقة الظلال،

وحدتي و وحدتكِ

اجتمعتا معاً ، النوم و الموت

اشتبكا في الحافلة

ومن المحتمل أن نعثرَ

على بلدان كثيرة في بلد واحد ..

نبتَ العشبُ

حين رفعتُ البيانو عن مكانه

ارتجفتْ الكلمات التي أحوزها

ثمّ قبلتك لأن تلك هي الطريقة

التي أخبئ بها فمي.

 

 

ننسى ملابسنا

على أجسادنا

أم في الدولاب؟

ننسى موتنا حين نملأ الرفوف

بالكتب

ثم يظل مكان صغير

لكتاب واحد..

تريد أن تختبرني لأخبرك عما إذا كنتُ أنا من ألفته.

حسنٌ

إني لا أفصح عما أعرفه عن موتي .

 

 

أنا من تراب ودم

من نار و هواء وكالبتوس

من جسد أليف وجسد نزق

لكني حقاً كنتُ أود

أن تكون لي حياتان

لأستاثر بالأولى.

 

غاية كل فنٍ إخبارك

بأن الوردةَ لا ترتعش،

الهواء هو من يحرك ظلالها فحسب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر عراقي

مقالات من نفس القسم

خالد السنديوني
يتبعهم الغاوون
خالد السنديوني

بستاني