حوار مع الشاعر السوري محمد الماغوط

الماغوط
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

كتابة وحوار: أسعد الجبوري

كان منطلقاً بدراجته النارية على الصراط المستطيل دون ارتباك، ومن خلفه يهرولُ آلاف الناس حفاةً، وكأنهم في تظاهرة صاخبة تطالب برأس شيطان عظيم. لم تكن ثمة لافتات للاحتجاج، لا من قماش ولا من ورق. الحناجر البشرية وحدها كانت ملتهبة تصرخ، وهي أشبه بمداخن تلفظ ناراً ودخاناً.

لم ندرك لمَ كان يحدث كلُّ ذلك الصخب وكلُّ ذلك الثوران النفسي.

إلا إننا، وما أن أدركناه في وادي التيه بعد مطاردته على بساط الريح، حتى توقف الشاعر محمد الماغوط(1934-  2006)، صارخاً بنا: تعالوا انظروا مسرح النار على هذه القطعة من الزمن. أنا هنا منهمك بالصخب العظيم. ففي كل يوم أقود الناس لتحتفل ضد تراثها القديم في العبودية والأسر والضيق والقهر والإرهاب والخنق اللاهوتي. كل يوم أجيء بهم إلى هنا، لنتظاهر ولو ذهنياً ضد السلفية التي أكلت أقدامنا على التراب القديم.

تركناهُ يتكلم بشغف وهو يبتلع دخان التبغ ابتلاعاً شرهاً، حتى هدأ قلبه من غليانه الناري رويداً رويداً، بعدها ابتسم لنا بمَكر. آنذاك سألناه:

■ ألمْ تقلع عن التدخين بعد؟

– ولا عن الشراب.

■كأنك مستمر على تدمير حياتك في الدنيا وفي الآخرة؟

– وكأنك تؤكد لي بأن حرائق الدنيا، كانت بسبب شرر التبغ، وبأن السموات هي الأخرى ضحية لما نستهلكه من تلك المواد الساحرة؟!

■ لا. ليس بهذه الطريقة، ولكنك تبالغ باستخدام وسائل التدمير الخاصة بالجسد.هل مَردّ ذلك هي الأمية الصحية أم ثقافة الاستقواء بالعدم ضد التاريخ؟

– كلاهما معاً.فأميتي هي نوع من الكفاح الفطري ضد طغيان الأشياء الثقافية التي تتنافى مع بساطة النفس.أي ضد كل ما يحملنا مشاريع للسيطرة على الإنسان. لذلك أرى الموتَ أرحم من تلك المشاريع.وربما أدونيس وحده يكفي !

■ أدونيس وحده يكفي بماذا؟!

-بالأدونيسيات التي شاب رأسي منها.

■هل كان شعرهُ عائقاً يحول دون التواصل ما بينكما؟

-كنا على تناقض دائم ولو بشكل سرّي.هو يحرثُ بحثاً في العدم اللغوي والجوائز والعلاقات الماورائية دون تعب، وأنا أحرثُ في الطين مُتَسَليّاً، أتسكعُ مع الحشرات والزهور والخراف.

■هل معنى ذلك أن ((عديلك)) العائلي أدونيس أفندي في الشعر، بينما أنت صفرٌ في مملكة الصعاليك؟

-قد يكون ذلك صحيحاً، ولكنني أشعلُ في النصوصّ ناراً دون الاستعانة ببنزين، بينما يستعينُ أدونيس بكافة المواد الحارقة التي تسهل إنارة نصوصه أمام القارئ، بدءاً بكريم الفازلين وانتهاءً بقنابل تصريحاته الفراغية التي تنال من الحوادث والأحداث المستمرة في أمتنا،أمةُ الأزمات.

■هل تعتبر نفسك شاعر ثورة؟

– أنا أكبر من كل الثورات.مثلي مثل أي صعلوك يقود تظاهرة كونية ضد قتلة الدم والرغيف والحرية، بينما عيناه تتلألأن كقمرين في وجه متعبٍ هرمٍ يشبهُ حاوية القمامة.

■ على مقربة من ((غرفة بملايين الجدران))؟

-أكيد.فـ((الفرح ليس مهنتي)) كما هو ليس من وظائف الجسم.

■ ألا تعتقد بأنك كثيراً ما تقوم بالتضخيم، لتجعل من قصيدتك غراباً يجتمع في حنجرته كل نعيق غربان العالم؟

– قبل قليل.. كنت عند الشاعر الفرنسي جاك بريفير، وتحدثنا عن دم الشعر، وكيف يجري في القراء.قال لي بأن الشعر مثل حرباء، تستبدل ألواٍن ثيابها للسيطرة على عين القارئ، فيما أنا، أعتقد غير ذلك.أنا أظن أن القارئ حرامي يسطو على الأشياء الخفيفة والأقل خطورة على حياته من الشاعر. ولذلك يجب إخافته بالنعيق، باعتباره قوة تدميرية للأعصاب، ويستحقها القارئ الحساس بجَدارة.

■ هل مردّ ذلك بدافع تأديبي، باعتبارك من الأشخاص الذين شغلوا رئاسة تحرير مجلة الشرطة في دمشق؟

أية مفارقة مدويّة تلك، كأن يكون شاعر متمرد مثل الماغوط رئيس تحرير لمجلة مؤسسة بوليس؟!!

– كلّ شاعر ملهاةٌ بحدّ ذاته.وعملي في تلك المجلة، ربما كان تقوية لجهاز المناعة الشعري من الخوف.بمعنى أدق، كان تدريباً على الاقتراب خطوة من الحرية المسفوح دمها،والتعايش المكثف مع نزلاء السجون والمعتقلات.

■ هل تعلمت ذلك من أيدولوجيا الحزب السوري القومي الاجتماعي، باعتباره من أصحاب المدافئ التي كانت تقي الناس من الزمهرير؟

-لم يكن للايدولوجيا في رأسي من مكان. جميع غرف مخي مشغولة بالشعر والنزوح إلى البراري الخرافية وعدم الراحة. كنت متفرغاً لجنوني الداخلي وحده.

■ والحب.كيف نقرأ تاريخه عند الماغوط؟!!

-طالما اعتقدت، بأن قلوب العاشقين شبيهة بقلوب الثيران أو الفيلة، لكن ذلك الاعتقاد، لم يدم طويلاً، فما أن سقطتُ في غرام سنية، حتى شعرتُ بعدم وجود قلب في جسمي،أو شيء من هذا القبيل.كأن كلّ كتلة اللحم تلك، قد تبخرت بفعل فاعل؟!!

■ بفعل الزوجة أم الشاعرة سنية صالح تقصد؟!

-بل بفعل القهر الذي كنا سقطنا في مجراه متدفقين بكل ما كنا نملك من دمع ومياه وصراخ وحنين وقصائد وأرصفة ومزامير.

■ والجمال..ألمْ يكن بطلاً في حياة الماغوط؟ أم كنت ناشفاً، ومثقلاً بحزن،يكاد هو الآخر أن يكون من الأوهام التي تُسقط الشعراء في فخاخها؟

– الجمالُ بطانيةٌ،ل م نكن نملكُ ثمنها.لذلك كنا عراةً خارج تغطية.كلما شعرنا بالبرد، لجأنا للحزن،لأنه كان أرخص سعراً للتدفئة من المازوت أو النفط الأسود أو الحطب.

■ولكنك شاعر ربح من مسرحه أكثر من كتّاب المسرح ومؤلفيهِ أنفسهم!

  1. – ضيعة تشرين
  2. شقائق النعمان
  3. غربة
  4. كأسك يا وطن
  5. خارج السرب
  6. العصفور الأحدب
  7. المهرج

-لقد ربحت مالاً وفيراً،هذا صحيح. ولكنني خسرت قلب فنانة، كانت هي السبب الأول وراء لجوئي للتأليف المسرحي ومشاركتي للفنان دريد لحام.

■ ومن تكون تلك المرأة :ممثلة أم كاتبة؟

-لا أتذكرها.فأنا الآن في ذروة الزهايمر.ولقد سبق لي وأن دفنتُ جميع الأسماء تحت تراب دمشق ومدينة (سلمية ).

■هل تشتهي النزول إلى مدينة سلمية ثانية؟

– أبداً. فلست براغب لاجترار أعشاب الثورات القديمة منها أو الحديثة.وقتي لا يسمح لي بذلك من ثقل العمل على تطوير بذار الأنين الذي نجري التجارب عليه،بهدف تصديره إلى أكثر مناطق الاشتباكات سخونة على الأرض.

■هل زمنك الراهن مخصص لكتابة الشعر مثلاً؟

– أبداً.نقاد الآخرة يحرمون علىّ ذلك الآن.بحجة أنني كنت متمرداً على القوالب والأوزان، ولابد من أن أنال عقاباً صارماً على ما فعلته ضد أوزان الخليل.

■ولكنك في مكان حر ّ!

– النقاد هنا يمتهنون تفتيش التوابيت القادمة من الأرض.وفي أغلب الأحيان،يعبثون بالأرواح تحت ذريعة قوانين الطوارئ من أجل تطهير الأمكنة من الفاسدين ومن الموبقات ومن شعر السِفاح.

■ هل يعتبرون قصيدة النثر من أعمال السِفاح هنا،كما كانت على الأرض؟

-ما أن تجد قصيدة النثر في هذه المنطقة أو فوق ذلك الجسر، حتى تكثر أجراس الإنذار، وكأنها من الجرذان القارضة لأشجار الفردوس،والتي تسبب الهلع والجنون على حد سواء.

■ أليست هي كذلك برأي الشاعر محمد الماغوط؟

-هي أكثر من ذلك بكثير.فقصيدة النثر هضبةُ جمر،يجلس عليها الشاعرُ في أثناء مرور كل عاصفة،مثلما تجلس الطيور على بيضها.

■ هل كتب الشاعر الماغوط قصيدة النثر بنفس نيتشوي؟

-نعم.ولكن بتفريغ النص من الغبار الفلسفي ومشتقاته من العُقد والتعقيدات.فمعظم قصائدي كانت مكتوبة بدافع التسكع في عين الحرية،وليس بهدف التمركز في عقل اللغة.

■ ما المسافة التي تفصل ما بين قصيدة الماغوط والأنفلونزا؟

– أنا بطل أنفلونزي ينقل العدوى الشعرية إلى القارئ، وليس إلى الشعراء الذين حاولوا تتبع أثري.كل قارئ يمرض عند قراءة نصّ من نصوصي.

■ ومن أين أصبحت حاملاً لفيروس قصيدة النثر، وأنت يتيم، بلا مدارس أو جامعات، وجلّ ثقافتك لم تتجاوز المعدل المتوسط؟

-أنا استبدلتُ المدارس بثقافة الألم.بأنين الرغيف.بتلك الريح التي كانت تقتلعني من مقعدي في المقهى إلى التشرد مع الأحلام والدموع والسياط.نجاح قصيدة النثر برأيي،لا يريد أكثر من ذلك.

■أنتَ عشتَ مع الشاعر بدر شاكر السياب في بيروت ردحاً من الزمن..فهل كان بدر قريباً إلى شعرك.أم كان متَستَفزاً؟

– نحن في ذلك الزمان أشبه بظاهرتين شعريتين، واجهتا حرباً ضروساً من كل الجبهات.ومع ذلك،كنا نزداد ضراوة في الكتابة،مستنهضين الأسلاف من قبورهم،ليصبحوا شرطة آداب بالضد مما كنا نكتبه.السياب الغارق في قصيدة الشعر الحر.وأنا الملتهب أجنحة في قصيدة النثر. فيما كان الآخرون مثل المداخن المختنقة.أو مثل دجاج المداجن التي تحاول الهرب من تلك الأقفاص العتيقة.

■ ما برنامجك لهذه الليلة؟

-إعادة كتابة هذه القصيدة القديمة:

أيتها الجسورُ المحطّمة في قلبي

أيتها الوحولُ الصافيةُ كعيون الأطفال

كنا ثلاثة

نخترق المدينةَ كالسرطان

نجلسُ بين الحقول، ونسعلُ أمام البواخر

لا وطنَ لنا ولا سياط

نبحثُ عن جريمةٍ وامرأة تحت نور النجوم

وأقدامُنا تخبُّ في الرمال

تفتحُ مجاريرَ من الدم

نحن الشبيبة الساقطه

والرماح المكسورة خارج الوطن

من يعطينا شعبا أبكماً نضربه على قفاه كالبهائم؟

لنسمعَ تمزُّق القمصان الجميله

وسقسقةَ الهشيم فوق البحر

لنسمعَ هذا الدويّ الهائل

لستةِ أقدام جريحة على الرصيف

حيث مئةُ عام تربضُ على شواربنا المدمَّاة

مئة عام والمطر الحزين يحشرجُ بين أقدامنا.

بلا سيوفٍ ولا أمهات

وقفنا تحت نور الكهرباء

نتثاءبُ ونبكي

ونقذف لفائفنا الطويلةَ باتجاه النجوم

نتحدثُ عن الحزن والشهوه

وخطواتِ الأسرى في عنقِ فيروز

وغيوم الوطن الجاحظه

تلتفتُ إلينا من الأعالي وتمضي..

يا ربّ

أيها القمرُ المنهوك القوى

أيها الإلهُ المسافرُ كنهدٍ قديم

يقولون أنك في كل مكان

على عتبة المبغى، وفي صراخِ الخيول

بين الأنهار الجميله

وتحت ورقِ الصفصاف الحزين

كن معنا في هذه العيون المهشمه

والأصابع الجرباء

أعطنا امرأه شهيه في ضوء القمر

لنبكي

■ هل تحسُ بأن في سوريا شعراءً مُلْهمون ويتركون أثراً؟ يخلقون جواً؟

-في سوريا شعرٌ ناقص فقط. والشعراءُ هناك أكياس يتم تعبئتها على غرار تعبئة علب الكارتون بمسحوق ( التايد ) أو ببيض (البرغش) أو بمنتجات مطابع العرب الخاصة بنشر الأنقاض العريقة.

■ هل المعضلة في النشر أم باضطهاد الشعرية؟

-ليس الأمر كذلك.لقد برهن أجيالٌ من الشعراء هناك، على أن المخيلة مرض يشبه الكوليرا، لذلك طالبوا بالابتعاد عنها، تجنباً للموت وتلافياً للابتعاد أو فك الارتباط بالحزب القائد.

■ما الفكرة التي خرجت بها عن الحياة الأولى؟

– أن لا حاجة للمرء، بأن يولد على الأرض. يأكل من زبالتها الخبز المر.وينام في سجونها مع السياط والصراصير والكوابيس والرصاص، حتى إذا ذاب جلده على عظمه مثل مادة الكاكاو،استغفر ربه على خزائن ذنوبه ونام مرتعداً من جهنم التي صورتها له الدياناتُ.

كان على الله أن يخلقنا في حضنه، أو بالقرب من عرشه،لا أن يتركنا بحراسة سواه من القتلة والجلادين وباعة ميزان العدل والفتاوى في أسواق البورصة.

علينا أن نولد هنا،و نقضي طفولتنا وشيخوختنا في الحياة الإلهية الثانية،دون سجل مدني وشهود ومخبرين وشرطة وشياطين ومخاتير و عمليات قيصرية.

قبورنا معتمةٌ على الرابيه

والليل يتساقطُ في الوادي

يسيرُ بين الثلوج والخنادق

وأبي يعود قتيلاً على جواده الذهبي

ومن صدره الهزيل

ينتفض سعالُ الغابات

وحفيفُ العجلات المحطّمه

والأنين التائهُ بين الصخور

ينشدُ أغنيةً جديدةً للرجل الضائع

للأطفال الشقر والقطيع الميت على الضفة الحجريه.

أيتها الجبالُ المكسوةُ بالثلوج والحجاره

أيها النهرُ الذي يرافق أبي في غربته

دعوني انطفئ كشمعةٍ أمام الريح

أتألّم كالماء حول السفينه

فالألم يبسط جناحه الخائن

والموتُ المعلقُ في خاصرة الجواد

يلج صدري كنظرةِ الفتاة المراهقه

كأنين الهواءِ القارس.

■ كأنك لا تملك قوة للمواجهة،مثلما أصبحت الآن كيس ذنوب،ولا تريد غير التبرير طلباً للغفران؟

– قوتي تتدفقُ في قصائدي الأولى وحسب.وذلك هو إيماني الأعظم.

■ ولكن قصيدة النثر شهدت تحولات وانقلابات،ولم تعد تتمركز في الأسلوب القديم.بمعنى إن الماغوط والحاج وسركون وآخرين.. باتوا من الشعراء الكلاسيكيين.

– ربما أصابكم نوعٌ من الزهايمر الحداثوي كما أظن،ولذلك تتعاطون معنا على أساس إننا جثث في مقابر الكلمات.لا يمكنني التعليق أكثر من هذا.

■وهل الشعر غير هذا الطوفان الذي يضعُ الأنهرَ في جيوبه،ولا يلتفتُ لما في الباطن من غرقى أو من كائنات؟!

– ربما. ولكن محمد الماغوط لم يخسر شيئاً من إرهاصاته ولا من أملاكهِ،لا في الحرية ولا في الشعر ولا في مورثات تلك الكآبة التي تجعل العالم الأول مزاراً للبكاء.

■ لماذا لا تنزل مع الناس للتظاهر من أجل ربيع الثورة في سوريا؟

– أنا أملكُ رغبةً عارمة لذلك. أريدُ أن أنزل للشوارع وأوزع على الناس ورداً وبيرة وخبزاً لا رصاصاً. ولكنني خائفٌ من أصحاب اللحى.فأغلب هؤلاء تتار،لم يأكلوا الثورة وحسب،بل أكلوا القمح والكهرباء ونايلون جوارب العذراوات وديوك الحرية والأسمنت والعاقول والسردين والورق والأرصفة والقصائد والثياب والخرائط وفول بوز الجدي وفلافل العامة.

■ وما المانع إذا كان الهدف إقامة إمارة إسلامية في بلاد الشام؟

_ لم يؤمن السوريون بنصف الله فقط، لينزل عليهم شيوخ المفخخات،بهدف أن يكملوا لهم ديناً كان ناقصاً في دمشق. لا يظنن أحدٌ من أن هؤلاء ليسوا غير مضخات دم وقيح وزبالة.إنهم بالضبط مفاتيح فتن ونكاح للقاصرات،وليسوا مفاتيح حرية وديمقراطيات وحداثة وعلوم وتكنولوج.لذا فسيوف هؤلاء لا تطال رقاب أهل الكتاب،بل ستقضي على أهل(( الذمة)) والملحدين وشعراء الحداثة والنحاتين وأهل الريشة والطرب والرقص وكل صالونات الحلاقة في البلد.أنهم يريدون رؤية مكنسة في مقدمة وجه كل كائن بشري،وربما سيطبقون هذا القانون التشريعي على الحيوانات دعماً للعدل والحرية والمساواة.

■ سمعنا بأنك نقلتَ معك قبرك إلى هنا.هل كان ذلك صحيحاً؟

_جسدي قبري على الدوام.لذا فأنا محمول به وهو محمول بي هنا وهناك.

■ هل تؤرخُ لحوادث في هذه الأمكنة،أم اكتفى محمد الماغوط بما كتب من شعر؟

-لم أحصل على درجة مؤرخ هنا.أمامي دورة تدريبية طويلة من التنظيف العقلي والنفسي،لأنفض رأسي من كل تلك الذكريات المؤلمة وكل ذلك الغبار اللزج ومن كل تلك السجون.فأنا الآن في طور التفكك من السلف والسلفيات،لإعادة تكويني.ولكن جلّ ما أخشاه،أن انتهي شاعراً بعد مرحلة الخلق الثالثة.

■ وفي حال حصول ذلك.. ماذا ستفعل آنذاك؟

– أتضرع إلى أمير المؤمنين مستغيثاً،أن يجعلني مفتي إمارة من الإمارات مستقبلاً.

مقالات من نفس القسم